خوازيق الانجليز

خوازيق الانجليز
عندما تريد دولة باغية باطشة ان يستقر لها الحال في دولة اخرى بائسة مُستعمرة ، فان اول ما تبدأ به هو التفريق بين رأسها و جسدها و ذلك يعني اشعال الفتنة بين الاغلبية الفقيرة التعيسة وبين العلماء و الوجهاء (المرطبين) اذ كان ذلك يتم في سهولة ويسر …قول لي كيف يا عمو ؟؟ ادرك الانجليز بعد دخولهم السودان كغزاة الاهمية الكبيرة للدين في حياة الناس و مدى تبجيلهم للعلماء بل و التبرّك بهم كمان …عمد الانجليز الى التقرّب من رجال الدين و اغداق الهبات و الهدايا عليهم بذريعة حب الاسلام ونصرته ….شفت الدجل دا ؟؟ صار الانجليز يدعون العلماء و الشيوخ الى

المناسبات الرئاسية و البروتوكولات حيث يأكلون و يشربون و يتجشأون ثم يخلعون عليهم كساوي الشرف اللامعة الزاهية ثم يخبرونهم (همسا) بالاعفاء من معظم الضرائب ..شعر العلماء بسعادة غير مألوفة و بدأت نيران الغيرة و الحقد تشتعل في صدور العامة فبعدت الشقة بينهم فصار العامة يتهمون العلماء بانهم مستكينون للمستعمر بل و طابور سادس ذاتو كما كان العلماء يتهمون العامة بالغيرة و الحسادة على هذه النعم اوع بالك ..في بدايات القرن العشرين ظهرت عريضة الولاء مقدمة من بعض وجهاء البلاد و التي عددوا فيها انجازات الانجليز و اشادوا بنزاهتهم في الحكم و نشر التعليم و تسهيل اجراءات الحج (بدون امراء) …في عام 1915 ذهب وفد من العلماء لمقابلة الحاكم العام و هناك وقف الشيخ فلان الفلاني متحدثا باسم الصفوة و قال : كفى شاهدا على نزاهة هذه الحكومة انها امطرتنا بسعادة و عدل لم نكن نحلم بهما ابدا و لا قبل لنا باحصاء نعمها ….عندما شاع خبر هذا اللقاء الفاحش انشق بعض العلماء (الذين ألمتهم ضمائرهم) و انضموا سرا للحركات الوطنية التي يتعشى ابناؤها بعقاب الغداء هذا ان تغدوا اصلا لانهم اعتبروا ذلك خيانة للدين و الوطن …

خاتمة : اغلق اذنيك اذا كنت لا تستطيع اغلاق افواه الآخرين …..

الكاتب : فتح العليم عبد الله
صحيفة الرأي العام

Exit mobile version