عامل بناء مسلح يستسلم لخدعة الارقام الدولية الوهمية

[SIZE=5]عاش الشاب السوداني خالد محمود آدم لحظات من السعادة الغامرة بعد أن وصلته في هاتفه الجوال عدداً من الرسائل النصية القصيرة تارة تؤكد أنه فاز بمبلغ مالي كبير وتارة آخري بسيارة فتعامل مع تلك الرسائل بكل جدية ظناً منه أن حلمه بدأ يتحقق مغيراً واقعه إلي واقع أفضل من المشقة في عمل تشييد المباني كحال الكثيرين الذين هم في مجتمعه الذي سعي في إطاره إلي نقل نفسه وأسرته إلي عالم الرخاء والرفاهية ولم يكن يتخيل أنها قد توصله إلي مرحلة متأخرة جداً من حياته الصحية.
وروي (خالد) قصته المؤثرة قائلاً : بدأت فصول هذه الحكاية الغريبة منذ اللحظة التي وصلتني فيها رسالة أثناء عملي ( طلبة ) وبما أنني أتعرض لهذا الموقف لأول مرة لذلك وجدت نفسي مستجيباً للرسائل علي أمل أن يتحسن وضعي المالي في ظل الظروف الاقتصادية القاهرة ولم أكن أكذب الرسائل باعتبار أنها وصلتني من أرقام دولية تطلب مني الاتصال بها علي أساس أنني فزت معهم في مسابقة بمبلغ مالي كبير.
وأضاف : أول رسالة وصلتني كنت احمل علي كتفي ( جركانة مليئة بالمونة ) وقبل أن اقرأ محتواها وصلتني رسالة آخري تشير إلي أنني فزت بألفين يورو وبالتالي يجب أن تكمل إجراءاتك المتمثلة في إرسال الاسم وعنوان السكن في السودان ولن تستطيع فعل ذلك إلا من خلال الاتصال علي الرقم المرسلة منه الرسالة النصية وعند الاتصال سوف تسمع صافرة بعدها يعلمك الموظف بأن تقول اسمك بصوتك عالي وواضح وعنوان إقامتك وقبل أن أكمل البيانات المطلوبة أجد أن رصيدي قد انتهي ما يضطرني ذلك لترك العمل بحي الأزهري بالخرطوم والتوجه إلي محلات بيع الرصيد للشراء وكان أن اشتريت رصيدا في بادئ الأمر بـ( 10 ) جنيهات إلا أنها خلصت بنفس الطريقة السابقة وهكذا إلي أن أصبح المبلغ المالي كبيراً جداً ورغماً عن ذلك لم أيأس فتوجهت من حي الأزهر إلي غرب سوق ليبيا من أجل أن اقترض مبلغاً مالياً أشتري به رصيداً وكان أن اشتريت بـ( 20 ) جنيهاً حتى أتمكن من الرد علي رسالة تقول ( رئيس شركة زين في السودان في انتظارك بمطار الخرطوم لاستلام الجائزة) وظللت علي هذا النحو إلي أن أنتهي كل المال الذي جنيته من عملي والذي اقترضته أي أنني ظللت أفعل من الصباح حتى الساعة السادسة مساء بعدها أصبت بالإرهاق ثم الالتهاب الحاد بعد أن اشتريت لوحاً من الثلج وتوجهت به إلي منزلي لكي ( أترشرش) به من السخانة التي طفت فيها بعضاً من مناطق ومدن ولاية الخرطوم.
وعن المسابقة التي فاز بها حسب الرسائل قال : جاء في احدي الرسائل أنني فزت في مسابقة لبنك مدريد.. ورسالة آخري تؤكد أنني فزت بعربة وعلي استلامها بمطار الخرطوم المهم أن عدد الرسائل التي وصلتني ( 24 ) رسالة اتصلت بالبعض منها كما أنني أجهدت نفسي في هذا الشهر الفضيل بالبحث عن الرصيد الذي أرد به علي الرسائل للدرجة التي كدت في إطارها أن افقد حياتي حيث أنني اشتريت لوحاً من الثلج وبدأت ابلل بها جسدي ما نتج عن ذلك إصابتي بالتهاب حاد ما زالت أثاره باقية.

الخرطوم : سراج النعيم[/SIZE]

Exit mobile version