أبو الوجع

[SIZE=5][JUSTIFY][CENTER][B] أبو الوجع [/B][/CENTER]

النفوس الآن تكتنز وتحتشد بوجع غائر ينعكس على كيفية التداول مع الواقع القاسي.. الانتظار الممل أن تمضي الأيام إلى نهاية الشهر.. وأن يجد رب المنزل أو ربة المنزل المعادلة الممكنة لضبط الموازنة البيتية مع المتغيرات السريعة جداً لأسعار الأساسيات الغذائية.. وبعض من أمل خائف أن ينفرط الحساب وتنفد الميزانية.. لولا الأمل وقسمته ورجاءات الله العلي القدير لأصاب الناس أجمعين في دائرة المحدودية هذه حالة إحباط وقنوط.. وتتراى للبعض(بلهوانية الحاوي) التي تلزمهم هذه الأيام.. والضبط للمعادلة بدءاً بانقاص كل الراتبات والمستهلكات من اللبن والعيش والزيوت.. البصارة في مفارقة اللحوم.. ربما وجد رب الأسرة ذات السبع أفراد أن يكتفي هؤلاء بتذوق اللحم في المرقة مرةً أو يدعمها بحضور مناسبة أو مشاركة اجتماعية في أكثر من اسبوع.. حالة التقشف التي تعلنها الحكومة ولاتطبقها على نفسها حيث لا يقل بزخها ومؤتمراتها وورشها ومنتدياتها ونثرياتها التي يطبقها فقط (محمد أحمد) أبو الوجع.. ذلك أن هؤلاء القوم لا يروح عليهم شيء ثم أنهم لا يعرفون تفاصيل الغلاء أين وصلت.. لأنهم يجمعون موائدهم طبق عن طبق ويحاسبون بدم بارد..(محمد أحمد) المسكين كل يوم تصيبه دهشة وخلعة ويسأل نفسه في شفافية طابعها الطيبة وبعض البله(الناس ديل يجيبوا القروش دي من وين؟).. وهو المحزون الذي لم يستطع أن يصلح مدخل البيت بعد أن هدمته المطرة، ويرى أن الأسمنت عند هؤلاء القوم مثل النفاية أمام الكوش.. لولا الإيمان الغائر عنده بأنها(حتة من الإيمانيات ) لصعب عليه بلع الأقدار وتداعيات الأيام.. فمن بين بعض هؤلاء من هو في مصاف الرحمة والتكافل والاحساس بالناس والجو أكثر من قاتم.. اليوم يعلن(محمد أحمد أبو الوجع) بيانه الأول لأم العيال حيث لا مجاملة اجتماعية ولا شرابات للضيوف ولا شراب للشاي إلا عند الصباح.. ولا..ولا مفارقات الطريفي لجمال الحياة وأبلها.. قد يظن البعض أن(محمد أحمد) مزودها شوية وكابي ليها كوزين.. لا إنها الحقيقة التي يحتملها راتبة الشهري الهزيل وهو ليس من ذوي الحظوظ في التوفيق في إيجاد أعمال أخرى يدعم بها وضعه.(أم العيال) تداعبه بأنها تريد أن(تغلي الكفتيرا في الشارع).. المجرمة تعرف أن(محمد أحمد) له رأي في كل المتواجدين في الشارع إلا ا لمرور منهم.. كأنها تبلغه احتجاجها ضمنياً.. رغم أنه يغضب لكلامها لكنه بدأ أكثر ذكاءاً منها ليغازلها (مالك ما تبيعي الفطور في مدرسة البنات ولا الروضة) ليزيد حنقها على بروده المكتسب بعد سياسة الدعم بقولها المنكسر(أها يا أبو الكل شكراً ليك.. دايرني بعد العمر دا أزازي بالمدارس والضللة).. ليقولها بذات الإحساس (ونان الكفتيرا دي ما زيها واحد) ليغلق الحوار والتفاض على ذلك ولا يمضي الأمر إلا كونه مداعبات يائسة بين نظريات وخيارات بائسة في ظل أجواء قاتمة.. ولولا دفع الناس بعضهم لبعض لقضي على هؤلاء البسطاء وانمسحت مجموعة شريحة ناهضة على أمل الغد الأفضل..( أبو الوجع) يضطر أن يكون بهلوانياً حقيقة في إدارة أمر أسرته.

[B]آخر الكلام:[/B]

لا يكفي أن تقام سرادق وتجمعات العزاء والمواساة على الضغط الاقتصادي على البسطاء للعبث أمام الكاميرات بدفع كذا للمسكين..أو المسكينة هكذا.. وتخرج المؤسسة من اللوم والعتاب.. بالله عليكم كبروا النظرة ووسعوا الماعون.. وخلوها مستورة.. وهي لله..

[/JUSTIFY][/SIZE] [LEFT][B]مع محبتي للجميع[/B][/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]

Exit mobile version