خطة مصالحة بين “الإعلام الوطني” و “الإقتصاد الوطني”! (4)

[SIZE=5][JUSTIFY][CENTER][B] خطة مصالحة بين “الإعلام الوطني” و “الإقتصاد الوطني”! (4) [/B][/CENTER]

تحدثنا في حلقات سابقات عن الإعلام الخارجي وضرورة تحسين سمعة السودان دوليا … للأسف هنالك كثيرون لا يعلمون أن الفاشر أكثر أمنا من العديد من العواصم الأفريقية الجاذبة للإستثمار والحراك الدولي والديبلوماسية والصحافة العالمية …. الفاشر أكثر أمنا من نيروبي ولاغوس وأجزاء كبيرة من جوهانسبيرج ودونكم أرقام الجرائم … قتل ونهب وخطف وسرقات وإغتصاب و في عاصمة رابعة… عصابات نساء جميلات تغتصب الرجال بسبب طقوس سحرية ودونكم (العم قوقل) لمعرفة بقية الخبر.
وجليسي يرقب ما اكتب ويقول لي مازحا هذه العاصمة بالذات أكثر أمنا من السودان وليست مثل البقية..!
ولكننا بعد مراجعة أوراقنا وهواجسنا المحلية وجدنا الصورة الذهنية القاتمة للسودان في إعلامنا المحلي أحيانا تفوق الإعلام الخارجي ولذلك نتحدث هذه المرة عن تحسين صورة السودان داخليا …. لأن بعض الكتابات لا تتحدث عن فساد وخلل إداري وعيوب محددة في مواضع محددة ولكنها تتحدث عن بلد فاسدة ومنهارة وأن كل الأغنياء لصوص وأي شخص أثرى فهو “حرامي” مستفيد من النظام.
والخلاصة أنه لا يوجد رزق حلال في السودان … كل المال مشبوه … كل الثراء حرام ولكنه حلال خارج السودان وكأن العالم كله لا توجد فيه الثغرات والعيوب التي توجد في السودان.
واليسار السوداني وبعض المعارضة والحلفاء الإسلاميين يتحدثون عن هذه الصورة القاتمة بينما بعض الحلفاء الإسلاميين يزاولون التجارة والعمل الشريف وينالون حظا من الثراء الحلال أو جزء كبير منه حلال.
وكثير من رجال الأعمال لا لون سياسي لهم يزاولون مهنا شريفة ويتصدقون ويكسون الفقراء ويطعمونهم … وقبل ذلك يتكفلون بتعليم عدد كبير من اهلهم من الأساس إلى مستوى الماجستير … وعلى مائدة القهوة بعد الإفطار الرمضاني تكتشف أن أحدهم لديه أعوان يسدون الطريق السفري ويجبرون المسافرين على النزول وتناول الإفطار … ومن هناك يهاتفه أحدهم … أبشر يا زول والله الليلة قبضنا ثلاثة بصات وعشرين عربية …. الحمد لله الخير كتير ….. أبشر أبشر ..!
في قضية رفع الدعم لا أريد أن أكتب بالعديل في هذه الفقرة بل بالمقلوب وذلك باعتبار أن الحكومة تراجعت وتركت القمح والوقود في نعيم الدعم. والسؤال ما هي النتائج المتوقعة؟!
مع فتح الحدود مع دولة الجنوب فإن كل جنوب السودان سيأكل من القمح المدعوم داخليا مع أن حكومته لا تدعم لنا النفط … قد يقول قائل ولماذا هذه الورطة بإمكان الحكومة تخصيص قمح مدعوم للمخابز وقمح غير مدعوم للسوق … وهذا يعني دخول الدولة كمحتكر للقمح وإلسيطرة التامة على هذه التجارة وإقصاء التجار الذين يوفرون الرساميل والإئتمانات بطريقتهم حتى يتاجروا في القمح … يوفروا ليه الدولة هي اللي حا تشتري وتبيع مع (إنعدام حافز الربح) وهذا ليس حلا.
ونستمر في الكتابة بالمقلوب … لأننا مشغولون بجمع أسئلة لحوارات تلفزيونية نديرها مع عدد من المسئولين حول رفع الدعم …!
ابقوا معنا ..!
[/JUSTIFY][/SIZE]

نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني

Exit mobile version