غداً يلتقى السيد رئيس الجمهورية بالقيادات الإعلامية، وفي تقديري أن المسافة الخلافية تناقصت والأسئلة انتقلت من (لماذا) الإصلاحات الاقتصادية إلى (كيف) و(متى) و…!
وفي تقديري أنه لقاء القمة وضربة البداية للمصالحة التي كتبنا عنها سبع حلقات… وسنكتب حلقتها الختامية الخطيرة جداً غداً..!
من الجيد أن ينتقد الإعلام الوطني الحكومة وأداءها نقطة نقطة ولكن يجب أن يتم هذا مع استيعاب معادلات الاقتصاد الوطني…. وعلى الحكومة أن تسعى لإفهام الناس تعقيدات الاقتصاد التي دفعت الدولة للتفكير في الحزمة الإصلاحية وما تشتمله من رفع الدعم أو تحويله.
الحكومة لم تكشف الأرقام كلها… هل يعرف الإعلام الوطني… الخاص والعام… الكتاب والمحررون… و(المؤلفون).. أن السودان يدخله يومياً قرابة الـ 500 لاجيء من دول الجوار… يدخلون ولا يخرجون إلا القليل وهل يعرف السادة الأعزاء ان الأمم المتحدة لا تسميهم لاجئين إنما مهاجرين اقتصاديين.
وفي دولة مجاورة نسأل الخادم والخادمة والعامل والعاملة كم هي الماهية الشهرية… ونجد الإجابة هي ما يعادل 150 جنيهاً سودانياً (وبدون وجبات أو بوجبتين فقط) بينما الإجابة في السودان ما يعدل 500 – 700 جنيه سوداني بالإجازات والبقشيش ومع وجبات ومنامة وفي بعض الحالات هنالك علاج ورحمة وإنسانية..!
وإذا لم يتم رفع الدعم سيستمر تدفق 500 يومياً من الشرق… وبعد الحريات الأربع مع دولة الجنوب سيكون هنالك تدفق بالملايين… 2 ملايين سيدخلون الخرطوم دفعة واحدة كما خرجوا منها…وسيدفع أعضاء منبر السلام العادل وعلى رأسهم الباشمهندس الطيب مصطفى بكل سخاء ضرائبهم التي تذهب للدعم!
وسيقدمون للجنوب سلع مدعومة عبر الحدود المرنة… يستفيد منها 6 ملايين مواطن جنوبي بينما لا يدعم الجنوب شيئاً… هذا غير ما تستفيد منه أربع دول مجاورة..!
ولو تم تحويل الدعم من السلع إلى دعم مباشر للمواطن السوداني عبر زيادة الأجور وتوسيع مظلة الدعم الاجتماعي والتأمين الصحي وتمويل العمليات الإنتاجية والبنى التحتية للإنتاج لاستطعنا أن نقول (زيتنا في دقيقنا) ولكن الآن تفرق زيتنا على ملايين المطابخ في دول الجوار..!
وخبير اقتصادي يحدثنا عن دعم العلاج ويؤكد أن الدعم عبر التأمين يختلف تماما عن الدعم المباشر… فالدعم عبر التأمين لا يستفيد منه إلا مواطنو السودان بينما الدعم المباشر يستفيد منه كل الناس من كل الأجناس… ويفتقد شركات التأمين الخاص أي فرصة للسيطرة على سوق التامين للأجانب…. بينما المواطن السوداني خارج السودان (لو كسر رقبتو)… لن ينال ما يناله المواطن هنالك.
وفي حالة عدم رفع الدعم…. وكما ذكرنا من قبل مع فتح الحدود مع دولة الجنوب فإن كل جنوب السودان سيأكل من القمح المدعوم داخليًا… قد يقول قائل ولماذا هذه الورطة بإمكانكم تخصيص قمح مدعوم للمخابز وقمح غير مدعوم للسوق… وهذا يعني دخول الدولة كمشترٍ للقمح وإلسيطرة التامة على هذه التجارة وإقصاء التجار الذين يوفرون الرساميل والائتمانات بطريقتهم حتى يتاجروا في القمح..!
وعن حافز الربح نتحدث في هذه النقطة… ولكن يفهمنا أقل من 10% ممن نتحدث إليهم في صالون سياسي صحفي..!
[/JUSTIFY][/SIZE]
نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني
