لمحت عيني العبارة المكرورة المملة “نيفاشا المشئومة!” والتي تقال في الحط من إتفاقية السلام الشامل ومن فاوضوا فيها ومن وقعوها. لمحتها عيني في فقرة متعلقة ببيانات أو أدبيات منسوبة للحراك الإصلاحي… وسأجتهد في التمييز حتى لا أنسب شيئا إلى الحراك الإصلاحي ما لا يمثله مئة بالمئة… ولكن إذا ثبتت النسبة واتضح أن د. غازي صلاح الدين على علم بها أو قيلت ولم ينتقدها فإنني سأوجه إليه نصيحة في سلسلة منفصلة. من حق الدكتور أن ينصح وأن يتخذ الموقف الذي يريد ولكن ليس من حقه أن يساهم في تغبيش الرؤية وتضليل الرأي العام دون أن يقول كلمة الحق و”الإصلاح!”…. لقد فاوض غازي في ميشاكوس ووقع على حق تقرير المصير ولم يكن أمام مفاوضي نيفاشا سوى الإستناد إلى ظهر الحائط الذي أنشأته ميشاكوس… بيد أنني لا أنسب ميشاكوس إلى غازي ولا نيفاشا إلى علي عثمان… إنني أنسب كل هذه الاتفاقات ورقة ورقة وفقرة فقرة وحرفا حرفا إلى الدولة السودانية… لقد منحت المفاوضين الأجندة وقاموا بجهدهم بمعاونة آخرين وبرقابة القيادة والقواعد… ثم أجازت المؤسسات ما وقعوا عليه ولا يوجد في هذا التسلسل استثناء سوى اتفاقية “نافع عقار” التي تحفظ المكتب القيادي للمؤتمر الوطني على أشياء محددة فيها وطالب بمراجعتها… ونزل د. نافع لقرار الجماعة وصار موقفه من الاتفاقية هو موقف المؤتمر الوطني. وعليه لا يجوز للدكتور غازي أن ينقض غزلا فرته يداه ضمن أيدي رفاقه…. اللهم إلا إذا أراد أن يتحلل من إنتمائه السياسي ويقول “كنت مخطئا وكانوا مخطئين” وفي هذه الحالة له تأسيس حزب جديد وبرنامج جديد. ما أطالب به د. غازي أن يقول كلمة فصلا في موقفه من محاولات نقد الأشخاص والحط من شأنهم إعتمادا على دغدغة مشاعر الغيرة على الدين والوطن والتمظهر بانتقاد الاتفاقيات.
زار بريدي الإلكتروني بالأمس زائر إسرائيلي “حتة واحدة!” ولكن من الطبيعي أن يتفاعل معي الكتاب والناشطون من مختلف أنحاء العالم لا سيما وأن بريدي منشور في عدد من الإصدارات الإفريقية والدولية حيث أكتب مقالات فيها “الكفر البواح” ـ في نظرهم…. و”الكفر البواح” هو انتقاد ما يسمى بالجنائية والتي أفتخر بأن الله قيضني وسخرني لفضح مؤامراتها وسماجة الربط بينها وبين العدالة وحقوق الإنسان… هذه المحكمة “عدالة مسيسة”… ومن أجمل الأمثال التي ضربناها في شرح ما نقول:
Politicized Justice is not Justice and Wet Blanket is not a Blanket
المهم أن المحامي اليهودي نيكولاس كوفمان الممثل القانوني لمن يوصفون بضحايا دارفور لدى الجنائية بعث إلي بريدا إلكترونيا بغرض المناقشة… وربما هذا نتيجة لما كتبته عنه.. “المحامي الأخطبوط the Octopus Lawyer”.. في السوداني وسودان فيشن… وتحدثت في المقال أن الرجل يتحدث عن حقوق الإنسان في السودان وهو من قدم مرافعة دولية عن جرائم إسرائيل وسفكها للدماء في أسطول الحرية… هذا بالإضافة لخدمته في الجيش الإسرائيلي “ملحقا قضائيا” وبالإضافة إلى تنصيب أسرة القذافي له مدافعا عن حقوقهم وعن برائة نظام القذافي من انتهاكات حقوق الإنسان وذلك بالدفاع عن أشخاصهم وممتلكاتهم… عزيزي الأخطبوط مد إلي ذراعك عبر الإيميل… ولو كنت في مكتبك في كلية القانون في جامعة تل أبيب تلقن في الشهود وترسم في الخطط بأذرعك الأخرى ولن تجد منا إلا المنطق والحجج المناهضة للزيف والأكاذيب.
[/JUSTIFY][/SIZE]
نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني
