عيد سعيد … ونلتقي بعد العيد..!

[SIZE=5][JUSTIFY][CENTER][B] عيد سعيد … ونلتقي بعد العيد..! [/B][/CENTER]

قبل أن نزجي التهاني للشعب السوداني وكل الأعزاء والأصدقاء … لا بد من الترحم على الشهداء الذين سقطوا في احتجاجات سبتمبر … لا بد من ذرف الدموع عليهم أجمعين … رحمة الله على سنهوري وشهداء شمبات والدروشاب وغيرهم ولكن أعزائي القراء … لا تبكوا على أبناء الأسر والبيوتات الكريمة وحدهم لأن رحم الشعب الذي أنجبهم أنجب ضحايا آخرين غيرهم لا نعرف أسماءهم بكل أسف ومنهم من لم تأت أسرته لاستلامه حتى الآن …لأنه لا أسرة له… لقد فقدها بسبب الحرب أو التشرد أو لأي سبب آخر.
إن الحديث عن المخربين و”النيقرز” بصورة سالبة لا يجب أن نتمادى فيه تقديراً لآدميتهم وفي نهاية الأمر كل أموات المسلمين يجب أن يغسلوا ويكفنوا ويدفنوا بالطريقة اللائقة … نعم حتى ولو قتلوا ونهبوا … بل أننا يجب أن نتساءل لماذا قصرنا في متابعة و”تفكيك” قضية النيقرز!
حتى وقت قريب قبل الأزمة كانت مفردة “النيقرز” من المحرمات في الصحافة السودانية وذلك لأن الشرطة أعلنت القضاء عليهم تماماً واعتبرت أن الحديث عنهم يضر ولا ينفع … ثم بعد الأزمة صار ذكرهم من الواجبات على الصحف. ولكن ما هو السبب؟! السبب أن تعريف “النيقرز” ذاته غير واضح! الشرطة لديها أوصاف محددة لهم ولا تعتبر كل العصابات المتفلتة “نيقرز” وما ظهر يوم الأربعاء الدامي كانت عصابات متفلتة تشبه “النيقرز” أو كانت مجموعات “نيقرز” استعادت كل أساليبها.
عيد سعيد على الشعب السوداني ولكن ما زال الواجب قائماً … لا بد من تفكيك كل مظاهر العنف في العاصمة والمدن الرئيسية وعندها لا بد من عدم الانجرار وراء المثبطات … إذ بمجرد بداية حملات الضبط والتحريز ستتعالى الأصوات.. إن الشرطة تعتدي على المواطنين وتبث الرعب فيهم وتطوق الأحياء … بمجرد بداية الحملات ستعترض بعض القوى السياسية وسترفض وستزايد وهنا تكمن المشكلة … من المستحيل أن يكون هنالك حق تظاهر سلمي آمن بدون تفكيك بؤر العنف الشرهة لدماء وأموال المواطنين العزل الأبرياء أكثر من الشرطة والقوات النظامية.
حق التظاهر حق دستوري لا يمكن إلغاؤه بذريعة المهددات الأمنية … قد يصبر جيلنا على ضياع هذا الحق لأن جيلنا قد مارسه بالطول والعرض (لدرجة احتلال مكتب رئيس الوزراء الصادق المهدي!) ولكن جيل الشباب المولود في الإنقاذ أو قبلها بقليل لن يتنازل عن حقه وسيعتبر أي حديث عن المهددات الأمنية التي تحرمه من حق التظاهر مجرد محاولة استبدادية ديكتاتورية لسلب حقوقه.
هذا الجيل لديه مصادر معرفة وتأثير مستقلة عن الأحزاب والقوى السياسية والمدارس وحتى (المساجد)…. وسيخرج مجدداً دون إذن من آبائهم ولا أمهاتهم ولن يحسب العواقب بالطريقة التي نحسبها ونفترض أنها صحيحة ..!
لحسن الحظ أن الفرصة مواتية إذ إن الرأي العام يرى ضرورة أن تكون المظاهرات هادئة ومنظمة جيدًا ومعروفة القيادات … ولحسن الحظ أن الغرض الآن الحفاظ على النظام العام والأمن والسلطة التي تستطيع حماية المواطن … بإختصار لا توجد رغبة شعبية لإسقاط النظام على طريقة “القفز في الظلام” …. الفرصة مواتية لإيجاد المعادلة السياسية الأمنية لحق التظاهر السلمي.
من الواجب على المؤتمر الوطني إبتدار الأمر بندوات وورش عمل تشارك فيها كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني لكي يتلمس الناس جميعا طريقهم إلى سودان حر وديمقراطي وآمن ومزدهر.
[/JUSTIFY][/SIZE]

نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني

Exit mobile version