أزمة (تعايش)!

[SIZE=5][JUSTIFY][CENTER][B] أزمة (تعايش)! [/B][/CENTER]

هى واحده من الأزمات الكثيره التى يعانى مجتمعنا السودانى منها وتلقى بظلالها على شكل العلاقات بين الأفراد والجماعات.فهى بالضروره الطريق القصير لتفشى العنصريه والتطرف والكراهيه ونشوب العداوات والخلافات.
نحن لم نعد نقبل بالآخر…!على مستوى القبائل والطوائف والأجيال والمهن وحتى الأزواج.نعمد دائما”للتقليل من شأنه والتنكيل به وتفنيد آرائه والإستخفاف بأفكاره وتشويه معتقداته والاعتراض على سلوكه وإنتقاد تصرفاته.
الأجيال السابقه تدين كل ماتأتى به الأجيال الحاليه…وتتداول العبارات المشروحه بالبكاء على أطلال ماضيها (حليل فن زمان وكورة زمان وتعليم زمان وحب زمان)!وهى بذلك تحاول أن تسلب شباب اليوم حقهم فى الحياة وفق مفاعيمهم ومعطيات عصرهم.وليت القدامى يقتنعون بأن الجدد قد ولدوا لزمان غير زمانهم.وأن هناك إعتبارات للعمر والمزاج والأهواء والبيئه المحيطه يجب أن تراعى ولايمكن بأى حال التغاضى عن التغيرات الجوهريه الجذريه التى تطال العالم من حولنا كل يوم والمطالبه بأن تتوقف عجلتها عن الدوران على حدودنا ليتحول هؤلاء الى نسخ مكرره وصغيره من أولئك فحسب.
لو قدر لنا أن نؤمن جميعا”بالحق الأصيل للآخر فى ممارسة إنسانيته الكامله بحرية مطلقه داخل حدود منظومتنا الإجتماعيه ودون أن تتجاوز حرية الآخرين لكفينا أنفسنا مغبة العديد من الإحن.
ومن الوجوه البارزه لأزمة التعايش مايحدث داخل البيوت السودانيه…حيث العداء الصامت والنديه بين الأزواج…وحيث يجتهد كل منهم لإثبات كونه الأفضل والأجدى والأشد حرصا”على مصلحة هذا الكيان .
فتجد الزوج دائم التذمر من نقة زوجته وتسوقها الدائم وتقاعسها عن خدمته…وبالمقابل تشكو المرأه من برود الرجل وسلبيته وتقصيره فى حقها وبيته وأبنائه.
وليت الأول يعلم أننا كنساء فطرنا على الثرثره والعاطفه والرغبه الدائمه فى الشراء والتعطش الدائم للحنان.وليت النساء يعلمن أن الرجال بطبعخم عمليون حتى فى عواطفهم يخضعون الأشياء فى الغالب لحسابات المنطق ويتحركون وفق ذلك.وأن هذا لا يعنى بالضروره إصرارنا كنساء على الإهمال والكسل والإتنزاف ولا يعنى خلوهم كرجال من العواطف الجميله ووجهلهم بفنون التعبير.
هى بالأخير أزمة تعايش…فلايمكن بأى حال من الأخوال أن أنجح فى تغيير أفكار ومعتقدات وعادات إنسان ناضج ومتوازن أمضى على أقل تقدير ربع قرن من الزمان فى ما نشأ عليه من طبيعه.
ليس أمامنا سوى أن نتعايش معه!..أن نقبله كما هو وإن كان على علاته…أن نتذكر دائما” أنه مامن شخص كامل…ومايعجبنا فى أحدهم قد يخبئ وراءه أشياء قبيحه من ناحية أخرى.
هى إذا”دعوى للتعايش.. لقبول الآخر ومنحه مساحه من حرية التحرك والتصرف والميول…ومنحعه الفرصه ليعيش تجاربه بنفسه ويتعلم منها…أن يخطئ ويصيب…أن يحب ويكره…أنيخرج طاقاته الكامنه ونحترم حقه فى الإعراض عما نحبه ونمارسه.
إمنح زوجتك فرصة ممارسة هواياتها النسائيه وساهم فى رفع روحها المعنويه بالعبارات اللطيفه التى لن تكلفك الكثير ولكنها ستجنبك الكثير.
وأمنحى زوجك فرصة التواصل مع الآخرين وحرية ممارسة هواياته و طقوسه الغريبه فى تفاصيله اليوميه دون أن تتذمرى حرصا”على صحتك فهو يا عزيزتى لن يتغير…وربما يكتفى بتغييرك.!

[B]#تلويح:[/B] عيش معايا الحب….عيش معايا حنانى [/SIZE][/JUSTIFY]

إندياح – صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version