كتاب وصحفيين وقصص اخرى..!

[SIZE=5][JUSTIFY][CENTER][B] كتاب وصحفيين وقصص اخرى..! [/B][/CENTER]

· وصل إلى السودان في زيارة قصيرة الصحفي والأستاذ الدكتور عصام محجوب الماحي وهو صاحب رؤية سياسية ثاقبة إلا أنه صار من المقلين في الكتابة باستثناء سلسلته الأخيرة المنشورة في سودانايل. والرجل قد نهبته الغربة وفرضت عليه قيودا كثيرة حجمت مزاولته للصحافة وهو من مجيدي الإنجليزية والرومانية والفرنسية بحكم المجاورة. ما يعجبني في كتابات عصام أنه لا ينطلق من (حب أو كراهية) لنظام حاكم أو معارضة قائمة أو سودان جديد أو خلافه … فيه اعتدال الإتحاديين مع نزعة عملية براغماتية في النظر والتحليل وتطبيع مع النمط الحضاري العالمي. خروج عصام من عباءة الاتحاديين بالرغم من عمله مع المعارضة في أوائل التسعينات يؤكد أن الحزب الاتحادي الديمقراطي خسر الكثير بغياب مؤسساته وتنظيمه الداخلي وتهالك بتعدد اجنحته وانفراط عقد الحركة الاتحادية السودانية. وللدكتور عصام قصة شهيرة في الرحلة من بوخارست إلى لندن لتولي مهمة حزبية هناك ولكنها انتهت بصورة تراجيدية وقد قادته إلى مراجعة علاقته بالقيادة الحالية للحزب … لا استحل رواية القصة لأنه لم يأذن لي في نشرها ولكن (البلاقيني بالدرب بحكيها ليهو!) وسيموت من الضحك مثلما حدث لي … وإلى ذلك الحين دعونا نردد مع أبو داوود … أنا بهدي ليك الحب … حب من فؤاد مجروح .. إلى آخر البيت!
· صلاح الدين عووضة من المجيدين للدخول للموضوع بقصص شعبية والطاهر ساتي كذلك وكثيرا ما اطالع لهما قصصا من البلد ومن الأسرة … هل يا ترى صحيحة أم من وحي الخيال؟! وهل هنالك علاقة لهذا الأسلوب في الكتابة مع الجذر النوبي للأستاذين؟!
· من الطرائف أنني توقفت في شارع النيل لاحتساء فنجان من القهوة تحت شجرة … كنت أريد ترتيب أفكاري قبل الدخول إلى بث مباشر مع السي سي تي في وهي الفضائية الصينية الإنجليزية … تخيرت شجرة لا زائر فيها ولكن اطل علي رجل في أوسط العمر يرتدي ثيابا ممزقة ويهذرب بكلام فيه الكثير من السياسة والصحافة …. جلس بالقرب مني في انتظار دعوته ولم اخيب ظنه … لقد كان مجنونا عاقلا ومثقفا للدرجة التي أخافتني وجعلتني أتساءل … ما الفرق بيني وبينه؟! ربما جاء ليرتب أفكاره وطالت جلسته؟! ثم طردت هذه الفكرة مستعينا بالمثل … خلي نصك عاقل ونصك مجنون … والمثل … نص رايك عند السكران … وقبل طلب الإفادة منه سألته لمن تقرأ … قال دون تردد (البوني بس … ولا كاتب إلا البوني!) … وبعدها التقيت بالبوني في منزل صديقنا محمد محمد خير في غداء كان ضيف الشرف فيه والي ولاية الخرطوم … وحكيت القصة للبوني وقلت له أنا لم آخذ الإفادة منه لأنني الآن أمام المصدر الرئيسي لافكاره … ضحك البوني وقال لي … دا أصلو ما ممكن يكون مجنون … قلت له (ما تاخدش في بالك!) هذا لمصلحتك فنحن يقرأ لنا العقلاء وأنت جمهورك يشمل كل شرائح المجتمع.
· أرجو ألا يتجاوز الحديث عن الإصلاحيين هذه المجهودات التي يبذلها الكتاب في هذه الظروف القاسية والصعبة … هؤلاء الكتاب هم القادة الحقيقيون للإصلاح لأن (معظمهم) لا يرون إسقاط النظام إنما إصلاحه ويمارسون هذا العمل يوميا دون كلل او ملل ومع تحمل مسئوليتهم القانونية والأخلاقية كاملة … ودون أن يكونوا قد خسروا منصبا يريدون استرداده أو نافسوا أحدا فيه ويريدون رد الاعتبار لذواتهم … نحن الإصلاحيين الحقيقيين أرجو عدم منازعتنا في اسمنا من طرف اهل المذكرة!

[/JUSTIFY][/SIZE]

نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني

Exit mobile version