فسيخك شربات

[SIZE=5][JUSTIFY][CENTER][B] فسيخك شربات [/B][/CENTER]

قد تعيش حياة بطولها وعرضها ولا تدرك ان جوهر سعادتك فيها في ذلك الشئ المخبؤ اسبابها.. قد تن وتتأفف وتتضجر من هذا وذاك ولا تدري ان الهذا والذاك هما لب السعادة وأسابها ودواعي استخلاصها تمايزاً تبراً وتراباً.. كثيرون يسبون ويلعنون هذا البلد العجيب الطيب «السودان» ثم يبتعدون عنه ليجد الكثيرون منهم من بعد ذلك البكاء والتحنان إليه.. ذلك لهذا السودان على صعوبة كثير من جوانب الحياة فيه نكهة سودانية خاصة تحيل حتى الفسيخ إلى شربات.. نبكي فيه.. نتحزن وندمع فيه ثخينا ثم يعلبنا الشوق إليه.. لأنه الوطن الذي مهما قسى فهو الأرحم بعذاباته.. هناك في المهاجر يغالب الكثيرون لواعج الشوق وزخم التداعي إليه.. رغم انهم قد يكونوا وصلوا للقناعة بغض الارتباط عنه والركون لحياة أخرى بها ما بها من ضمانات لحياة أفضل تسييراً وأكثر تسهيلاً واحتراماً.. انه لمن اصعب القرارات في حياه الأقدار الإنسانية أن تصل مرحلة ركل الوطن والزهد فيه إلى البعد عنه وهجره هجراً طويلاً.. أياً كانت الأسباب في الوطن فينا ذلك العمق الغائر.. قد نفقد فيه ومن أجله أعز الأعزاء.. فلا نجد مفراً من محبته من بعد ذلك.. ولا نملك ان نتنكر له فلهذا السودان أيضاً لعنة اتجاه المتنكرين له.. بلادنا وان قست علينا فهي الرحيمة.. وظروفنا ان أبت واستعصت فهي الرقيقة.. نعم هناك أناس أصلاء كان نصيبهم من الأحن الغبن كبيراً جداً ولهم كل العذر في البحث عن مسارب بدايات في أوطان الآخرين.. لكنهم يطونوا في الحشا كل الحب والضراعات بالعودة إليه ولو على مقربة من أن يحملوا على الآلة الحدباء.. فمتى تكون أرض الوطن جاذبة لقاء الجميع دون استثناء أو أقصاء.. ومتى تعود الطيور المهاجرة لتغرد في بلادها وفي العمر بقية..

[B]تفاصيل بائسة[/B]

تفاصيلنا البائسة كثيرة جداً.. لأننا مستسهلون في بعض أوجه الحياة.. ومبلغ البؤس ان نرى مظاهر عدم الرضاء شائعة بيننا حول بيئة الأحياء في موسم العيد حيث تتراكم النفايات والأوساخ في الطرقات.. نعم هناك بعض الأماكن والمواضع يجتهد فيها المسؤلون ويحرصون على نظافتها بالمقابل هنا بعض الاماكن تجد حظها من الإهمال.. المهم في الأمر ان عورة تعاملنا مع البيئة ان كان ذلك رسمياً أو شعبياً تنكشف ويدلل على خلل واضح في ثقافتنا تجاهها وخذ مثالاً لذلك تلك المواسم التي تتطلب المزيد من تفعيل وتكرار مرور عربات النفايات.. لماذا لا تكون مستويات التعامل مع البيئة تماماً كما في الدول الأخرى حيث تفرض «البلديات» حضورها اليومي المتكرر.. على كل هناك أيضاً واجب على الأهالي والسكان تجاه هذا الأمر ومن الأفضل النظر إليه على أنه تكاملي أكثر من أنه واجب جهة معينة.. وحتى لا نكون مما يستحون من مظهر الشوارع من حولهم عند المرور واستعمال الطرق علينا ان نتخيلها في محراب منازلنا وبيوتنا.. ونسقط من قاموسنا ذلك البؤس في التعامل.

[B]آخر الكلام :-[/B]

يعجبني جداً موقف جارنا العزيز (النصر) وهو يعمل بشكل راتب على نظافة الجزء المجاور لبيته من الشارع بشكل دقيق ليتنا جميعاً كنا «النصر» في تعاملنا مع البيئة لكان المظهر العام أفضل والأحياء انظف.. هذا الرجل يستحق ان بتحدي في هذه الجزئية… ولو على مستوى الحي أو الحلة.

[/JUSTIFY][/SIZE] [LEFT][B]مع محبتي للجميع[/B][/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]

Exit mobile version