٭ رسالة أولى للذين يقفون دائماً عند «القيف» ينظرون للعبور والمرور للشاطيء الآخر على أنه سهل.. يمارسون التجوال في ذات «القيف» لعلهم يدركون مكاناً فيه يمكنهم عبره المرور مشياً دون التعرض لمخاطر العوم والسباحة، ثم من بعد ذلك ينظرون للعابرين سباحة واقتداراً وعنوة على أنهم محظوظون، وأنهم سرقوهم الفكرة وهم لا يجرأون على فعل المخاطرة لكنهم سلبيون وحاقدون وناقمون.. ونقول لهم «فاتكم القطار» المقولة المشهورة لعلكم تعبرون يوماً فتجدون الآخر قد عمر الشاطيء الآخر وأرسى دعائم أصوله هناك.. دعوا عنكم الحقد أن كنتم لا تعبرون بإرادتكم.. لا تثبطوا القوي الأمين من أن يفعل ما لم تستطيعوا فعله.. أنظروا حولكم.
٭ رسالة ثانية.. لشبابنا الفتي.. المستقبل القادم حقك بلا منافس وقدرتك على التعاطي مع الأمور مرآة مستقبلك القادم، وما تراه الآن من البعض في مقام الانتقاد يجب أن تتفادى الوقوع فيه منذ الآن.. انكم جيل محظوظ ومحفوف بالعلم والتقانة والحداثة.. فلا تجعلوها ميزات سالبة.. أبعدوا عن سقط القول والفعل وأعطوا مؤشرات المستقبل الصاعد الواعد وانزعوا الإنهزامية منكم، وقوا عزائم الأمل والاجتهاد والمثابرة، واعلموا أن فيكم القادة والريادة للقادم.. يحزننا جداً أن يكون للبعض لسان بذيء لا ينطق إلا فاحش القول والكلم.. احفظوا للآخرين حقوق الأدب دون أن تنقصوا من حقوقكم شيئاً.. لأن الآخرين بالتأكيد آباء وإخوان لشباب بينكم.. كونوا مقنعين بالحجة لا بالفالت والسالب من العبارات والكلم.. إنكم أنتم «نوارة بكرة» فلا تجعلوا الابتئاس واليأس يدب في أوصال من ينظرون اليكم في شيء من ترغب وأمنية.. أهزموا الواقع الصعب بعزم قوي وواضح ليس فيه بذاءة أو سبة تحسب على قولكم ولفظكم ميزوا أنفسكم عن الكل.
٭ رسالة لحواء الشابة.. الجميلة باحترامها لنفسها ولأسرتها.. أنتِ بجمال فكرك ووعيك لا بتفسخ وجهك ولا ضيق ملبسك.. إن كنت تعتقدين أن آدم ينظر فقط لمظهرك الخارجي مدعاة للارتباط بك، فانظري حولك لمن هن أجمل منك عشرات المرات دون أن يجدن حظهن في ذلك الاصطفاء.. فالقصة يا عزيزتي ليست بحلاوة الوجة والبدن.. بل بحلاوة الروح وجمالها.. أجعلي روحك جميلة يكن مظهرك ايضاً جميلاً، ولا تعتقدي أن آدم لا يعرف الوجه الحقيقي من الوجه «المصنفر».. ثم إن كان كل همك هو ذلك المظهر فاعرفي انك ستحجزين عند آدم معقداً آخر ليس المقعد الشرعي فهؤلاء الرجال «نجاض» يفرقون تماماً بين الأصل والمزيف.. ويعرفون ويتخيرون مواضع حياتهم الرسمية والتي تعكس ارتباطهم الدائم.
٭ رسالة للمتوهمين والمتوهمات.. هناك نماذج كثيرة لهؤلاء البشر الذين يعتقدون «توهماً» انهم قد وصلوا الثريا.. وهم عند الناس أوهن من جناح باعوضة.. يمارسون النرجسية ويطلقون القول كيفما حلا للسانهم ويزكون أنفسهم وعندما يتحدثون يظنون أن الجميع سيصدق قولهم وهم يغرقون في الكذب والدجل والوهم.. نقول لهم أعرفوا حدود أنفسكم وقولكم، وإن كنتم تعرفون أنكم كاذبون عليكم أن تعلموا ايضاً أن من يستمعون اليكم يعرفون ذلك، لكنهم لا يقولونه لكم تأدباً واحتراماً لعمركم أو حتى لفوارق أخرى.. المهم عليكم أن تعرفوا أن المستمع السوداني واعي وذكي أكثر مما تتصورون، لذلك كونوا أنفسكم فقط دون تضخيم الذوات أو دون السباحة مع النفخة الكضابة
[B]٭ آخر الكلام:[/B]رسائل كثيرة في جعبة المصدر والمتلقي.. لأن الحياة حالة اتصالية عميقة يتبادل الناس فيها درجات من الممارسة الواعية لذلك ابعدوا عنكم علامات التشويش ودعوا الرسائل تنساب في تلقائية هائنة..
[/JUSTIFY][/SIZE]
[LEFT][B]مع محبتي للجميع[/B][/LEFT]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]
