جشع عام

[SIZE=5][JUSTIFY][CENTER][B] جشع عام [/B][/CENTER]

لا أحد ينكر الظروف السيئة التي نمر بها.. كاذب من يقول إن الإجراءات الأخيرة المدعوة (الإصلاحية، الإسعافية، الجراحة الاقتصادية) تحت أي مسمى كان لم تضيق عليه أمر معيشته في هذه البلد الفالت فيها زمام السوق وجشع التجار.. لم يعد في المقدور احتمال تسيير أمور الشهر بما يتيسر.. لأن الكل (مركب مكنة) فصاحب الأمجاد (إن أضطررت لركوبها) تجده ضاعف تعريفة مشواره بما يمليه عليه مزاجه ضعف أو ضعفين لا يهم ما دامت في خانة إضطرار ربما تقبل بما هو غير معقول ولو حاولت النقاش معه يرد عليك بكل جسارة (هي الحكومة قالت الروب ورفعت دعمها.. نحنا مع شنو).. وإن حاولت إقناعه بالتعريفة التي يفترضها من تقديراته يجيبك بكل برود (أنت قايل الشغلانة الوقود بس.. الصيانة ذاتها بقت نار.. نحنا عندنا شفع دايرين نربيهم وعندنا مدارس وملابس وعلاج و .. و..) ويفتح لك باباً من البنود ما أنزل الله بها من سلطان، لتجد نفسك تتجاوب مع مبرراته، لأنه يعرف تماماً مخاطبة موضع التجاوب عندك.. أما الأبناء والبنات عند الصباح يفتحون معك بند الحجج اليومي، لأن المصروف الذي تخصصه لهم لم يعد يتناسب مع الأسعار الجديدة بالمدارس. فالسندوتشات تضاعفت أسعارها وهم لا يحبون أن يحملوا معهم فطور البيت، ولو حاولت حساب مصروفهم تجده يفوق مرتبك بعد الزيادة الأخيرة.. المهم في الأمر أن البعض في ظل هذا الوضع الخانق يجد الجو مواتياً ليمارس عليك- تحت بند الحوجة- يمارس عليك الإبتزاز في صورة جشع مقنن.. بل حتى (الشحادين) الذين كانوا يسعون وراء (الفكة) إن مددتها لهم رأيت في عيونهم عدم الرضاء، ذلك إنهم لم يعودوا يعولوا على (المعدنية)، دايرنها من الفئات الورقية الكبيرة وتجد في كثير من الأحيان هذا (الشحاد) أو ذاك يملك في لحظة السؤال ما لا تملكه أنت في ذات اللحظة، لتبدو أنت السائل وهو المسؤول.. ونظرية الحاجة لأن تصبح مثل (الحاوي) تحتاج للتفعيل والتطبيق، حتى يمكنك أن تدير (معركتك الاقتصادية) اليومية.

أم إن كنت من أصحاب التعامل بالجرورة فلا داعي أن تجهد نفسك في حساب الدفتر، لأنك قد تجد في ذات الشهر أنك قد اشتريت السلعة الواحدة بعدة أسعار في أول الشهر وأوسطه وآخره.. لذا لا يجدي فتيلاً أن تحاول ضبط (الجرورة).. ما دام ليس هناك ضابط أو ملزم في تحديد الأسعار لتصبح أنت دائماً تحت تقدير مستوى الجشع والطمع مع من تتعامل معهم في هذه البنود الحياتية المهمة.

[B]طمع طفولي!:[/B]

ماتزال الحالة الطفولية تدخل في دائرة لعب الكبار.. لأن بعضهم لا يكتفي بامتلاك لعبته التي بين يديه لتجده يطمع في انتزاع لعبة الآخر وإن كانت أقل قيمة مادية أو ثمناً.. لذا يمكن النظر بعين التقدير لطمع الكبار على أنه حالة طفولية متأخرة تأخذ معطياتها من ملاعبهم وحدود تعاملاتهم.. إن دققت النظر في عيون هؤلاء الطفوليين الطماعين تجد فيها شيئاً من مسارب اللامبالاة الطفولية لتتطور الفكرة لحدود عدم معرفة إلى أين يقودهم زمام ذلك اللعب الطفولي.. وللطفولة عذرها أنها تستمد شرعيتها من براءة الإحساس والرغبة دون التوغل العميق في نظرية ثنائية الخير و الشر.. ولكن ما دامت هذه الشريعة تلافت البعض حتى في سن الكهولة فهي (مرض نفسي) دفين يقود إلى حالات اللاشبع لجوع دائم لممارسة سطوة الطمع فيما هو بأيدي الآخرين أو هكذا إحساس.. ولعلنا بذلك نلتمس لبعض هؤلاء الكبار أنهم مازالوا أطفال (طماعين).

[B]آخر الكلام:[/B]

المفردات التي تملأ الساحة الآن من جشع وطمع واستغلال ظرف وانفلات.. كلها مؤشرات الواقع المأزوم المهزوم- وإن جاز تطبيق برنامج إصلاحي- فإن اللغة شائعة هي مؤشر نجاحه من إخفاقه (وبطلوا دجل وطمع يا ناس وروقوا المنقة) .
[/JUSTIFY][/SIZE] [LEFT][B]مع محبتي للجميع[/B][/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]

Exit mobile version