شقوتي معك!

[SIZE=5][JUSTIFY][CENTER][B] شقوتي معك! [/B][/CENTER]

إني نزهت صورتك من كل ضعف البشر، وأضفت إليها معالم ليست موجودة.. وتهيبتك وقاراً واحتراماً.. وما زلت أرنو إليك بشيء من الخيال.. أرهف السمع لقراءة ما بين كلماتك من معاني.. أبحث عن ما وراء الكلم في حديثك وأظنك تخصني دائماً بشيء ما.. إلى أن صحوت من وسني وغفوتي ووهمي على ما بدر منك من استخفاف ذو دلالة.. نعم أعرف أنك تعشق «حواء» حد الجنون وتسوق لمقاصدها الركائب والحمولة لشيء في قرارة نفسك يعقوب.. لذا أردتني جزءاً في إطار الكل بينما كنت اخصك بكل ميزات الجزء والإثرة والمحبة.. اليوم بانت مداخلك ومخارجك.. ما عليّ إلا أن انفض عني غبار الغشاوة والغشامة وأحرر أراضي من اغتصاب الفرط في العاطفة.. ما هي إلا أيام وتزول الجراح ويقف النزف واتركك كما تريد عند مدخل المشفى في أريحية البحث عن احتمالية نقل العدوى للقابلين الجدد للإصابة بها.. شقوتي معك عميقة لأنها جاءت عطفاً على تراكم تربيتي القديمة الحنينة التي تنظر لك على أنك «آدم» المنزه وأصالة متجذرة قوامها الفضاءات الشاسعة الممتدة والألوان الزاهية والسحابات المحشودة بالأمل والركام الواعد.. ولأن مقات ومكان نزولها خارج نفوذي ألوذ بالتعصب بالقدرية النافذة.. أمري كله خيراً.. سلباً وإيجاباً بعداً واقتراباً.. جداً ولهواً.. وأنني أحملك «غصباً عني» في ذاكرتي الحاضرة والغائبة والمستدامة حيزاً لا يمكن تجاهله.. أرجوك أن تساعدني على إخلاء موضعك داخلي.. لعل وعسى.. أمل قادم.. وثنائية استثنائية تحقق بعض انجاز في زمن العثرة والتعسر هذا.. لأن جذوتي مشتعلة ببريق جمال الغد وعزامات النصر.. لا ألومك إنك لم تأخذني في مضابطك الجادة وارتأيتني في باب اللا جد واللا عبث.. لا أنت اخذتني اليك مدفوعة بنبض دواخلي ولا تتركني اقتات من خشاش العواطف البشرية.. حبست أنفاسي على أمل التفريج ثم لم تهبني إلا ذلك الشيء الهلامي كأنك تود أو لا تود.. تقترب ثم تبتعد.. تمارس السادية على أصولها وتطلبني ضمناً أن أكون في حدود محرابك شديد متانة السياج.. تريدني أن أكون في هذه الحالة اللا محسومة.. تستلذ بعذاباتي وتشوقاتي وتحرقاتي وانجذابي اليك.. اليوم أعلنها عليك حرب الحزن النبيل.. أنني بكامل قواي العقلية والعاطفية اطلب منك المزيد من التجاهل والعذاب لعليّ افيق من محبتي الزائدة لك.. ارجوك أن تمارس معي العلاج بالجراحة وتقطع هذا القلب من مكانه وتجرب مضخة بلاستيكية بديلة أن تغيب دماغي وتضع حاسباً آلياً في موضعه.. استبدلني قطعة قطعة وأعد عمرتي.. لعليّ بالماكينة الجديدة أدير إنسانة أخرى لا تعرفها، ولكنك قد تمارس معها نظرية الجزء في الكل أو كله عند العرب صابون.. هكذا تحل مشكلتي معك وتنزاح شقوتي من بين عذابات رهق البشر ومقضيات بؤس ويأس الواقع الخالي من النصير والداعم.. ارجوك عجل ببرنامجك الإصلاحي هذا وأعد تركيبي وادعوك أن تكون جاداً هذه المرة وتخلص لي في استعمال قطع الغيار الأصلية غير المعطوبة أو غير تلك التي تجزل استعمالها مع بعض المحسنات البديعية اللفظية.. رغم أنك كثيراً ما تكون هازئاً في كلامك لكن أسمح لي أن أقول لك «كلامك سمح».. هذه السماحة هي أصل الشقاوة والأنين.. لا أريد منك أن تكون فقط «ميكانيكي عاطفي» ولكن تمثل في علاجي إنسانية الحرص.. انظر إليّ بمنظار الأب.. أو الأخ.. أو الابن اختار الزاوية التي تناسب رؤيتك لي، فلا تكون حادة ولا منفرجة كل الانفراج ولا عمودية قاطعة.. أخرجها من هندسات الحسابات المجردة ووسع فيها المدى والرؤية ما بين شبكية العين المشاهدة، والتي تأمل في التبصر والنور.. الآن أنا في مرحلة التخدير.. فهل أواصل العملية واتمدد في استسلام واتغطى بالقماشة وأحاط بالشراشف الخضر.. أما أبدأ العد التنازلي للإفاقة.. أيها الجراح الإصلاحي.

[B]٭ آخر الكلام:[/B]

شقوتي معك بدأت منذ الوهلة الأولى التي لمحتك فيها.. أحسست انك «غير».. منذ تلك اللحظة وأنا أجاهد نفسي أن أكون أنا الواعية.. ولكن غصباً عني تسوقني اليك شدائد المحبة.. استجديك ساعدني على الإفاقة والتحرر من الشقاء بك.
[/JUSTIFY][/SIZE] [LEFT][B]مع محبتي للجميع[/B][/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]

Exit mobile version