أزمة الخبز (قبيل شن قلنا)؟!

[SIZE=5][JUSTIFY][CENTER][B] أزمة الخبز (قبيل شن قلنا)؟! [/B][/CENTER]

يحمد لولاية الخرطوم مكاشفتها للشارع العام بالحقائق، فقد أوضحت أنه لا
صلة لها بالأزمة المتسببة من التسويات الفورية ولا صلة لها بأي رسوم
إضافية تتعلق بخدمات المياه. وبصورة عامة لقد نجح د. عبد الرحمن الخضر في
قيادة (غرفة عمليات) كبرى وليس (حكومة ولاية) وحسب ولكن هذا لا يمنعنا من
النقد في قضية كلية لم تحسب الحكومة حسابها جيدا وهي قضية حياة أو موت
بالنسبة لأي نظام سياسي.
صفوف الرغيف عادت في عدد من المواقع … وهي ما إن تختفي في موقع إلا
وتظهر في آخر … وهذا مؤشر خطير وإن كانت الازمة في (طورها المائي) ولكن
لجوء المخابز لسلاح الإغلاق إحتجاجا على عدم تفهم السلطات لقضاياهم ينذر
بأن هنالك (نار تحت الرماد) او ينذر بأن هذه الأزمة مثل قمة جبل الجليد.
أولا: قرار زيادة الوقود لديه تأثير لا يمكن إنكاره على سلعة الخبز ومهما
حاولت الولاية إطفاء النيران هنا وهناك وإستخدام الدعم المؤقت لتسكين
المشكلة فإن المشكلة باقية وماثلة وتحتاج إلى حل جذري.
ثانيا: هذه النبرة القديمة العجوزة في الحديث عن جشع التجار … نبرة لا
يستحسن إستخدامها … ولا يستحسن لأي حكومة عاقلة اللجوء إليها لكي تتنصل
من المسئولية … وهي نبرة تذكرني بالزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي
والذي رفع شعار (الخزي والعار للسماسرة والتجار) … وعلق مثل هذه
اللافتات في كل المدن الليبية.
ثالثا: التاجر مواطن لديه حقوق وعليه واجبات … وأصحاب المخابز سودانيون
يمارسون تجارة مشروعة ويحققون ربحا حلالا مثلهم مثل أصحاب المطاعم
والمستشفيات والشركات والبنوك والمصانع وغيرهم … من حقهم أن يربحوا ومن
حقهم زيادة هامش الربح نظرا لزيادة كل شيء في السودان … حتى عامل
اليومية في المخبز قفز اجره للضعف ثم ثلاثة أضعاف … رسوم الدراسة
للتلاميذ … تكلفة المعيشة … مواد البناء … العلاج …الخ.
صاحب المخبز يريد أن يغطي منصرفاته ويحقق ربحا أكثر ولذلك … حتما حتما
سيزيد هامش الربح أو (بكل بساطة) يغلق المخبز ويفكر في (بنشر) أو (حوش
سمك). وإذا ضغطت الحكومة عليه فإنه سيخرج من السوق وسيتعرض قطاع المخابز
إلى نكسة كبرى وتعود الصفوف للإمتداد وتصبح مظاهرات (جاهزة)
رابعا: المعطيات السياسية ضد رفع الدعم ولكن المعطيات الاقتصادية تقول إن
القمح المدعوم يذهب إلى دول الجوار وبعد فتح المعابر سيذهب لجنوب السودان
رسميا وشرعيا … ما هو الحل إذن؟! دفن الرؤوس في الرمال والضغط على
أصحاب المخابز وإتهامهم بالفوضى والجشع أم التدخل لحل المشكلة وجدولة
بقية القرارات مع إيجاد معالجات لها.
خامسا: الأزمة الإقتصادية حادة للغاية وستكون أكثر حدة مع تطبيق بقية
الحزمة الإصلاحية … وصبر المواطنين يعتمد على ثقتهم في الحكومة … ولا
ثقة في الحكومة سوى بالإصلاحات الجذرية … الرئيس قطع وعدا والنائب
الأول قطع وعدا … أما د. نافع فقد قطع وعودا ووعودا و(العد العكسي
بدأ)!
[/JUSTIFY][/SIZE]

نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني

Exit mobile version