من داكار إلى جوهانسبيرج… أقصى الغرب إلى أقصى الجنوب مروراً بالشرق..!

[SIZE=5][JUSTIFY][CENTER][B] من داكار إلى جوهانسبيرج… أقصى الغرب إلى أقصى الجنوب مروراً بالشرق..! [/B][/CENTER]

وصلت مرهقاً محمر العينين… غير قادر على العطاء الفكري إطلاقاً لكن حلقة الحوار كانت قد بدأت برئاسة بروفيسور في التنمية وعدد من خبراء الإعلام.. وكلهم لم يتوصلوا إلى الإجابة على السؤال الجوهري… كيف يمكن أن تكون قضايا التنمية و”الزراعة تحديداً” أكثر جاذبية للصحفيين الأفارقة من قضايا السياسة والصراعات و…
معظم الإجابات تقليدية للغاية… تتحدث عن الوسائل مع مهارات تعقيد الصياغة في لغة المؤتمرات الدولية… تدور حول.. توفير المعلومات دعم أفلام وثائقية عن التنمية جوائز ومحفزات لأفضل تغطية صحفية عن التنمية… وأشياء أخرى سهل جد تأليفها لا تستحق السفر فوق عشرين بلداً للوصول لهذه القاعة.
دار المايكرفون عليّ دون استئذان… نفعني الله بكلمة سمعتها من الأستاذ علي عثمان محمد طه قبل سنوات في مؤتمر وحدة النقابات الإفريقية في الخرطوم… قال لا بد من الشروع في التنمية حتى في مناطق الصراعات…حتى ولو كانت تكلفة حماية مشاريع التنمية أكبر من رؤوس الأموال ذاتها.. حتى ولو كانت المنشآت مهددة بالتخريب والخسائر الجسيمة… التحجج بأن السلام سابق للتنمية مرفوض لأن السلام قناعة شعبية وهي لن تحدث إلا إذا اقتنع المواطن أن أرضه منتجة وأن الرخاء في متناول يده ويمكن تحقيقه على أرضه… إذا لم يخرج النفط في السودان لما اختار المتحاربون الاستفادة من الإنجاز المتحقق وهذا لم يكن ليحدث لو قلنا أننا لن نستخرج النفط إلا بعد إنهاء الحرب.
دلفت بعدها للحديث عن تغيير قناعات الصحفيين والبحث عن أسباب جفوتهم من التنمية وليست تحفيزهم بالجوائز والمكافآت… فاقد الشيء لا يعطيه حتى ولو نال ثروة طائلة. بعد هذا الطرح تغير مجرى النقاش كانت عيوني “محمرة” وصوتي يكاد يخرج بصعوبة… لكن البركة في شيخ علي… اللهم أحفظه وأحفظنا به.
كان من العسير جداً عليّ الغياب… لأن المؤسسة فتشتني ودعتني دون سابق معرفة أو ترشيح من أي شخص سوى أنها قرأت مقالاتي في عدد من الإصدارات الإفريقية… إصرار والتماس مستمر ومخجل…!
كانت رحلة شاقة وطويلة و”مكلفة” إذ إنني أخطأت الحسابات وظننت أن الطيران من داكار والترانزيت عبر أديس يومي شأنه شأن معظم العواصم الإفريقية… علماً بأن السودان تطير منه رحلتان يومياً وثلاث إلى جوبا و…
لا بد من تعديل التذكرة من داكار حيث “الملتقى الإفريقي الثاني للحكم الرشيد” (كتبت عنه حلقتين) إلى جوهانسبيرج لإدراك اليوم الثاني من ورشة العمل بعد أن استأذنت معتذراً عن اليوم الأول وبعد اكتشاف الخطأ لم يكن من الأخلاق أو الحكمة التراجع عن قرار الحضور..!
لحسن الحظ كان الأساتذة الريح وياسر ومنصور من السفارة السودانية في داكار موجودون وتحت الخدمة…. وأحالوني للأستاذ علاء… من (سوداتل السنغالية) وهي شركة تحمل اسم اكسبرسو… هنالك “مصالح سودانية” على ضفة المحيط الأطلسي وهذا غير شنقيتيل (شنقيط تيل) في موريتانيا… علاء كان سريعاً ودقيقاً وأرشدني للطيران فوراً لعاصمة أخرى ومن هناك أتوجه لجنوب إفريقيا… وهنالك رسوم تغيير خطوط وتذكرة جديدة وخلافه.. كان المبلغ كبيراً للغاية ولكنني دفعته دون تردد هذا بالإضافة إلى فيزا الترانزيت” بعد التسهيلات” والبقاء ساعتين في ابديجان و 9 ساعات في أكرا ليضاف إليه حزمة أخرى…!
لم أكن مستحقاً للفندق في أديس لأنني أضفت مساراً جديداً عبر تذكرة أخرى… بقيت لمدة 13 ساعة في المطار… جالساً ومتكئاً ثم كانت الرحلة خمس ساعات…!
ويستمر النقاش في فندق بورتي سانتيورين وهاتف بابكر حنين لا يرد لعله في الخرطوم… والورشة مستمرة.. وأنا سيد المجلس والحمد لله… والفخر للسودان.
[/JUSTIFY][/SIZE]

نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني

Exit mobile version