لا يا حسين

[JUSTIFY]
لا يا حسين

* ما يجري في الساحة العامة من متغيرات ومستجدات طالت حزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية الحاكمة جعلت المواطنين الذين (حار) بهم الدليل يحتارون أكثر وهم يرون ويسمعون أبناء (الإنقاذ) ينتقدون مخرجات الإنقاذ أكثر من المعارضين أنفسهم.
* الأستاذ حسين خوجلي خرج على الناس ببرنامجه (مع حسين خوجلي) في قناته التلفزيونية أم درمان وهو يصدر أحكامه على الهواء مباشرة وهو من هو، حتى قبل الثلاثين من يونيو 1989م من الذين لم يقصروا في الهجوم على الديمقراطية والأحزاب السياسية وظل مدافعاً عن حكم الإنقاذ في صحيفته (ألوان) التي لم تتغير ولم تتبدل إلا نسبيا بعد المفاصلة الشهيرة التي خرج بعدها الشيخ الدكتور حسن الترابي ليؤسس حزب المؤتمر الشعبي المعارض.
* في حلقته مساء السبت أمس الأول أعلن موقفه بكل وضوح وصراحة وهو يسخر من الديمقراطية اللبرالية والأحزاب ورموزها ويحرض القوات المسلحة، ويتحدث عن إمكانية ظهور “سيسي سوداني” يفعل ما فعله “السيسي المصري”، مكرراً قول الشريف زين العابدين الهندي في خواتيم فترة الديمقراطية الثالثة من أن هذه الديمقراطية لن يحزن عليها أحد وإن خطفها كلب!!.
* رغم كل هذه الضبابية المتعمدة التي أقحمنا فيها أبناء الإنقاذ وهم يتصدون إلى نقد مخرجات تجربتهم التي فشلت في إنجاز مشروعها الحضاري وأدخلت البلاد في اختناقات سياسة واقتصادية وأمنية، فشلت في الحفاظ على وحدة السودان، وما زالت تخوض في نزاعات مكلفة في أكثر من بقعة من أرض السودان الباقي، فإننا لا يمكن أن ننتظر منهم النصيحة في كيفية الخروج من هذا المأزق الذي أدخلوا البلاد فيه.
* لقد أثبتت نظرية حكم (المستبد العادل) فشلها كما فشل الحزب الجامع الاتحاد الاشتراكي السوداني وخرجت (قوى الشعب العاملة) عليه، بعد أن أصبح تحالفا لأهل السلطة مع النفعيين والانتهازيين، كما فشلت تجربة المؤتمرات الشعبية في بلادنا كما فشلت في (الجماهيرية العربية الليبية العظمى)، ونسأل الله عزّ وجلّ إلا يدخلنا في انقلاب جديد مهما كانت المبررات.
* لذلك لم يبقَ أمامنا إلا الحل السلمي القومي الديمقراطي الذي لا مفر من التراضي عليه عبر فترة انتقالية، ليس مهما من يحكمنا فيها، لكنها ضرورية للانتقال السلمي من دولة الحزب إلى دولة الوطن، دون أن يعني ذلك العودة إلى ذات الممارسة الديمقراطية ولا لذات الرموز السياسية التي نحترمها جميعاً، ويقيننا أن العبقرية السودانية التي صنعت المعجزات في لحظات الإجماع الوطني قادرة على إيجاد صيغة يتراضى عليها الجميع بلا هيمنة أو قهر أو إقصاء للآخر.
[/JUSTIFY]

كلام الناس – نور الدين مدني
[email]noradin@msn.com[/email]

Exit mobile version