صلاح حبيب : ما زال مسلسل الدولار مستمراً..!!

[JUSTIFY]لم تكتمل فرحتنا بهبوط سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني وظلت حبيسة، لأننا نعلم أن عالم الدولار ليس معه فرحة إلا لأصحاب الحظوة من بائعيه، واستبشرنا خيراً ووعدنا محافظ بنك السودان خيراً بأن الدولار ربما يهبط إلى أدنى مؤشر له مقابل الجنيه السوداني، وعدد كبير من الاقتصاديين التقطوا القفاز وساروا في نفس اتجاه بنك السودان ووزير المالية في ذات اتجاه التبشير بانخفاض الدولار، ولكن كلما سألنا اقتصادياً عن سر انتعاش العملة الوطنية مقابل الدولار لا يجد إجابة مقنعة، فلم يتدفق البترول بالكميات التي كان عليها قبل انفصال الجنوب، ولم يكن القطن طويل التيلة أو قصيرها كالعهد به في الحكومات السابقة، ولم تكن هناك كميات وفيرة من الصمغ العربي ليحدث معادلة في الاقتصاد السوداني، فالقضية كلها أن كذبة انطلت على الشعب والمسؤولين ويبدو أن جهات معينة حاولت أن تطلق كذبة بأن العملة المحلية انتعشت لسبب ما أدى إلى انخفاض الدولار، وسيواصل الدولار انخفاضه حتى يصل إلى سبعة أو ستة جنيهات، فأحجم تجار العملة واحتفظوا بما لديهم من عملات في خزائنهم ريثما يتأكد خبر انخفاض الدولار وهل هناك عملة ضخت من الخارج؟ هل المغتربون بدأوا في تحويلاتهم وبكميات كبيرة ساعدت في انخفاضه؟ هل الدول الصديقة والشقيقة راعت لظروف الوطن فدفعت بكميات كبيرة من الدولار ساعدت في الانخفاض؟؟ هل تدفقت رؤوس الأموال العربية بكميات كبيرة في استثمارات متعددة فأدت أيضاً إلى الانخفاض؟!
أن الكذبة التي أطلقت كانت نتائجها عكسية، فقد بدأ الدولار في الارتفاع مجدداً كما ترتفع درجات الحرارة، وهي أيضاً أشبه بالدولار فالطقس في السودان غير ثابت فإذا انخفضت درجة الحرارة في بداية الشتاء إلى ثلاثين درجة ليومين متتالين فلا تتوقع أن يكون اليوم الثالث بنفس درجة الانخفاض، وكذلك الجو الربيعي الذي يحل علينا بين الفينة والأخرى، فتجد السماء ملبدة بالغيوم وزخات المطر هنا وهناك.. فالجو يبدو أشبه بالربيع، لكن لن يستمر الحال لأكثر من أربع وعشرين ساعة.. وهكذا الدولار، وانخفاضه لن يصمد لفترة طويلة ما لم يكن هناك إنتاج موازٍ.. محصولات زراعية أو بترول أو ذهب أو أي إنتاج يساعد على انخفاض العملة.. والكذبة التي تطلق من وقت لآخر لإخافة تجار العملة لن تستمر طويلاً لأن تجار العملة أذكى من الحكومة نفسها، وإذا كان هناك ما يخفض سعر الدولار فهو الإنتاج.. علينا بالإنتاج كما كان في سنين سابقة، فالقطن والسمسم والقمح العربي والفول كلها محصولات يمكن أن تساعد في انخفاض الدولار، وإلا فلن يستمر فرحنا بانخفاض الدولار طويلاً.

المجهر السياسي
خ.ي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version