رحلة قصيرة .. عميقة الأثر

[SIZE=5][JUSTIFY][CENTER][B] رحلة قصيرة .. عميقة الأثر [/B][/CENTER]

قضيت ثلاثة أيام بلياليها في مدينة أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة ، بدعوة كريمة من مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ، للمشاركة في المؤتمر الصحفي الذي يعقده المركز بمناسبة عشرينيته الأولى ، وبيان خطته للعام الميلادي الجديد . المؤتمر انعقد بالأربعاء وكان حدثاً كبيرًا اهتمت به أجهزة الاعلام المحلية وشارك فيه خبراء وباحثون ومختصون وأهل صحافة وأعلام من كل دول الخليج العربي ، ومن بقية الدول العربية الأخرى ، وصحافيون من مختلف أنحاء العالم .

في قاعة المركز الرئيسية التقيت بأخ وصديق وزميل عزيز ، لم التق به منذ سنوات ، هو الاستاذ الصحفي والشاعر والباحث محمد المهدي عبدالوهاب ، الذي يعمل بالمركز ويقوم بأعباء سكرتارية التحرير لإحدى إصدارات المركز العلمية ، وهي مجلة ( آفاق المستقبل) كما التقيت بالأخ الاستاذ الصحفي والزميل حيدر طه ، وعلمت منهما ان أحد أصدقاء العمر الأخضر ، الصحفي الكبير والزميل العزيز ، الدكتور مرتضى الغالي الجعلي ، قد التحق مؤخراً بالعمل في المركز ، الذي انتقل اليه من جامعة عجمان ، التي كان يقوم فيها بتدريس مادة الاعلام .

خرجت من مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ، وهو مركز مختص في البحث في كل مجالات المعرفة ، ويرأسه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد أبوظبي والقائد الأعلى للقوات المسلحة ، الذي اصبح يمثل قدوة انسانية وعلمية ومعرفية لكل أبناء وبنات دولة الإمارات العربية المتحدة ، أقول أنني خرجت من المركز وعدت الى حيث أقيم في احد فنادق أبوظبي الحديثة ، وهو فندق ( ريتز كارلتون – أبوظبي) ، وجلست في بهو الفندق الكبير أتفرج على الداخل والخارج أو أمر بعيني على المعروض في فترينات العرض الجاذبة على واجهة المحلات الفخمة ، التي تطل على حيث اجلس ، ولفت نظري لافتة عن مؤتمر ينعقد وتجري فعالياته وجلساته بذات الفندق الذي أقيم فيه ، ويحمل المؤتمر اسم ( مؤتمر أبوظبي لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها ) يستمر ليومين من(18-19) ديسمبر الجاري ، لم اكد أفرغ من قراءة اللافتة حتى وجدت من يربت على كتفي ويرحب بي ويعرفني باسمه ( بكري سيد سعيد) وانه سوداني يمثل الجهة المنظمة للمؤتمر ، وقدم لي نبذة مختصرة عن المؤتمر ، مشيرًا الى أن هناك عددًا من السودانيين والسودانيات من أعضاء هيئات التدريس في المدارس الأجنبية الخاصة ، يشاركون في المؤتمر ، وطلب الى ان أتعرف على هذا العمل الكبير ، وان أشارك معهم بحضور إحدى الجلسات ، وقد فعلت .

الذي أردت أن أقوله أو أكتب عنه هو اهتمام الدولة على أعلى مستوياتها بأمر المعرفة والبحث العلمي وتطبيق مخرجات هذه المؤتمرات ، على الواقع ، وهو ما جعل دولة الإمارات العربية المتحدة ( تقفز) ألف خطوة نحو المستقبل ، لانها اعتمدت على بناء الانسان بالتأهيل والتعليم والتكوين والتدريب ، وتساءلت عن الأسباب التي تحد من استفادتنا من كل المراكز البحثية والعلمية التي قامت في بلادنا منذ أمد بعيد ، ولماذا لا تنجح حكوماتنا في الإمساك بالكوادر المختصة ، و لا تستفيد منها ، ونحن في امس الحاجة الى إعادة صياغة الوجدان المعرفي ، الذي هو بحــق وسـيلة التغيير الى الأفضل ؟

تذكرت حديثاً قاله لي صديق عائد لتوه من دولة عربية شقيقة مجاورة ، اذ قال لي إن تلك الدولة استقبلت خلال عامنا الميلادي هذا والذي ينقضي بعد أيام ثلاثة عشر ألف مهاجر سوداني في مختلف التخصصات . الأمر يحتاج الى مراجعة عاجلة للسياسات والتوجهات ، خاصة إذا ما هاجر بالفعل- ممن هاجر- أولئك الذين وجب عليهم ان يستريحوا على ( كرسي القماش ) أي الذين تجاوزوا الستين .
[/SIZE][/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]

Exit mobile version