ابتسم.. أنت في العبيدية

[JUSTIFY][SIZE=5] [CENTER]ابتسم.. أنت في العبيدية[/CENTER] إحدى طالبات الدراسات العليا بود مدني قررت أن تكون رسالتها حول التغيير الاجتماعي الذي طرأ على الشريط الاجتماعي الذهبي ما بين مدينتي العبيدية وأبو حمد بولاية نهر النيل.
*ومن ثم طفقت تبحث عن مفتاح للدخول إلى هذه المنطقة، عندما صادفت مقالاً يتناول هذه الفكرة بعمود الملاذات الآمنة، ومن ثم كانت دراما (ليلة القبض على صاحب الملاذات) متلبساً بأشواق المعدن النفيس.
*فعلى الأقل أنا أنتمي إلى هذه المنطقة المستهدفة بالدراسة، ولهذا وذاك كنت مؤهلاً لأزود هذه الرحلة البحثية بحزمة من المعلومات والمؤشرات الأساسية، ومن ثم تأشيرات دخول المنطقة.
* وقديما قال أهلنا في السافل (البلقى هواه يضري)، فكانت هذه المناسبة بمثابة سوق فكرة تصلح لعرض ما عندنا من بضاعة كاسدة، بمعنى أنها كانت فرصة لتوجيه مقاصد الدراسة إلى المأزق الزراعي المحزن التي تعيشه المنطقة ويكابده المنطق بحيث أن الزراعة كانت أعظم ضحايا هذا المعدن النفيس!
*فمنذ التماع هذا المعدن النفيس في المنطقة أصبحت الجزر والجروف والحواشات حزينة، إذ لا يزورها إلا بعض الكهول الذين تخزلهم القوة والشباب في ارتياد الضهاري والصحاري ومناطق التعدين الأهلية التي تمتد إلى ولاية البحر الأحمر والحدود المصرية.
*ولو أن ببلاد (النيل والشمس والصحراء) بعض رؤى وبعض معاهد للدراسات الإستراتيجية، لأمكن تحويل هذه المدخرات الذهبية إلى الزراعة والثروة الحيوانية لنكسب مرتين مرة نكسب مدخرات وعائدات الذهب ومرة نكسب الزراعة، وذلك بالتخطيط لمشروعات كبيرة تحتمل الشراكات والراسايل الكبيرة بالتزامن مع مشروعات الإنتاج الحيواني الممكنة والممنهجة لإنتاج الألبان واللحوم والأجبان.
*لم تجد هذه الأموال المستخلصة من الذهب إلا الذهاب إلى مضاربات العقارات بمدن الولاية الرئيسة، فلقد تضررت مدينة عطبرة العاصمة التجارية للولاية كثيراً بحيث أرهقت هذه الأموال الرخيصة كاهل سوق العقارات وعمال وشغيلة السكة الحديد والمدينة العمالية برمتها ولك في هذه الحالة أن تتحدث عن أدبيات (خراب التجارة والزراعة) وإن شئت عن نعمة الذهب التي تحولت إلى نقمة.
*أطربتني تجربة رائدة وجديرة بالتوثيق والتشجيع بين هذه النمازج الأخرى المظلمة وهي إقدام بعض شباب مناطق شمال شندي إلى استخدام مكتسباتهم التعدينية في استجلاب زراعات وحاصدات البصل والبطاطس وذلك لتعويض خسارة العمالة التي هجرت الحواشات من جهة، ومن جهة أخرى توظيف عائدات الذهب في دعم الزراعة.
*لا يستطيع أحد أن يلقي كل اللوم على المواطنين، فيفترض أن جهة إستراتيجية بحكومة الولاية أو قل جهة فدرالية بالحكومة المركزية، هي التي يفترض أن تفكر نيابة عن المواطنين، وذلك بتصميم مشروعات إنتاجية حقيقية جاذبة تجعل مدخرات الذهب في خدمة الإنتاج.
* لا يطربني أن يلجأ الأهالي في الريف إلى ثقافة التخلص من تربية الحيوانات واللجوء إلى استخدام (الألبان المجففة) واستقدام كل أنماط المجتمع الاستهلاكي.
قليل من الترتيب الحكومي والتيسيير في إقامة المشروعات يمكن أن يكون الذهب نعمة كبيرة تخرج الزراعة من حيازاتها التاريخية في هذه المنطقة على الجروف الضيقة إلى سعة الأدوية والمشروعات الكبيرة

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي[/SIZE][/JUSTIFY]

Exit mobile version