صلاح أحمد عبدالله : عرمنة ما تبقى من السودان..!!؟

[JUSTIFY]كنت أحترمه.. كان ذات يوم ينتمي إلى السودان الكبير.. اتجه إلى الأحراش ليقاتل مع أبناء الجنوب.. من أجل سودانٍ موحد.. تنتفي فيه القبلية.. والأعراق.. سودان يعترف بحق المواطنة.. وأنه لا سبيل للتسنم والمضي قدماً.. إلا بالعلم والكفاءة.. والمقدرة على العطاء..!!* كان من أوائل الواصلين إلى هنا.. بعد اتفاقية السلام.. (نيفاشا).. استقبل باحترامٍ شديد.. لأنه كان يمثل أن أهل السودان الكبير.. لا فرق بينهم.. (توظف) بالمجلس الوطني.. كان كثير الاعتراض.. كنا نقول إن ذلك من أجل الوطن.. السلطة.. ورغد العيش في الوطن الأم.. أبعده قليلاً قليلاً من هموم شعبه.. الذي كان يقول إنه خرج مناضلاً من أجله..!!
* مات قرنق المناضل الحقيقي.. بعد أن ترك لشعب الجنوب إرثاً قومياً.. كان (عرمان) من أوائل البواكي والناعين.. لرجلٍ يستحق فعلاً الرثاء والاحترام.. حياً كان أو ميتاً.. بعده جرت الكثير من المياه تحت جسور البلاد.. وحصل الإنفصال ولكن.. كان جنوب كردفان به (الحركة) قطاع الشمال.. وكذلك النيل الأزرق.. حركت الأفاعي أذيالها.. وأجراسها.. وبدأ الصراع محموماً من أجل السلطة.. (هناك).. وهنا.. ومعها بالتالي (ثروة) أي ثروة حتى لو كانت من دمٍ ودموع الأهل.. هنا أو حتى هناك..؟!!* وتفجرت الأوضاع.. لأسباب يطول شرحها.. وكلها معروفة.. خرجوا جميعاً إلى الفنادق الفخمة.. والمنافي الباردة.. اختاروها بأنفسهم.. لأن فيها الطعام الدسم.. والدفء الذي يسري في العروق.. بعد أن كانوا سبباً في اشتعال النيران.. هنا.. وهناك.. وازداد الحريق أواراً بعد التحالف مع حركات دار فور.. بمسمى الجبهة الثورية.. وبدأت جولات من المفاوضات بينهم.. والنظام الذي خرجوا عليه.. ليناضلوا ضده كما يدعون.. نضالاً ما بين فنادق فرنسا.. ومنتجعات ألمانيا.. وبرودة لندن.. وحلاوة الزهور وجمالها في أديس أبابا.. وما بين كل محطة وأخرى كانوا (جميعاً) لا يهتمون للفشل الملازم.. ولا لتطلعات وأحلام شعبٍ ينتظر النتائج.. ولا لدماء الأهل ودموعهم في مناطق النيران المشتعلة..
* أبداً كانوا لا يهتمون لذلك..

* والشعب المنتظر فقد الأمل فيهم.. لأنه يعرف أن نضال الفنادق والمنتجات له فواتير خارجية.. واجبة السداد.. وفوراً..؟!* وبكل أسفٍ.. وأسى.. نسأل هل من ضمن هذه الفولتير واجبة السداد.. بعد هذا الفشل المزمن.. المطالبة بحكم ذاتي للمنطقتين موضوع النزاع.. جنوب كردفان والنيل الأزرق.. إضافة كما تقول (العرمنة) منطقة الجزيرة.. أنا لا أشك في سودانية الرجل.. وهو حرٌ في معتقداته.. ولكن السودان.. أو ما تبقى منه ليس موضوع مزايدة من أجل سلطة.. وثروة قد تُضاف إلى ثروة الرجل ثمناً لنضاله.. ضد أبناء وطنه. ويقود أناساً ليحرقوا بأنفسهم أرض أهلهم ويبيدون ضرعهم.. وتهرب من البلاد (هناك) كل الكواسر والجوارح.. وتموت الطبيعة البكر الجميلة.. لأن بعضهم يريد أن يحكم.. أن يحكم فقط..!!
* ما تبقى من السودان جميلاً.. حتى بعد انفصال الجنوب.. والجنوبيين الذين رشحوك ذات يومٍ منافساً لرئاسة الجمهورية.. وبعد اتفاقيات (ما).. كنت أنت بعيداً عنها.. سحبوا ترشيحهم.. ترى هل هذا من الأسباب التي تجعلك تطالب بالحكم الذاتي لتلك المناطق.. (وما داخل الجزيرة).. وهل ستكون رئيس الجمهورية المنتظر هناك.. أو حتى في الجزيرة..؟!!.. وفي المفهوم السياسي والجغرافيا السياسية.. أن الحكم الذاتي.. هو البداية.. أو (الزغاريد).. للانفصال..

* ما تبقى من السودان.. لا يستحق كل هذا.. الشعب السوداني المسلم.. والمسيحي وحتى اللاديني.. يجمعهم حب هذه البلاد التي انصهروا جميعاً فوق ثراها.. بتاريخ بعيد..
* ولكن متى يأتي من يحبون السودان.. وليس ذواتهم.. ويبعدون عنا خطر تدخلات المجتمع الدولي بأجندته المعروفة..؟!!* ترى هل يتحقق حلم (الموساد) بتفتيت السودان إلى دويلات..؟!!

صحيفة الجريدة
ت.أ

[/JUSTIFY]
Exit mobile version