* وما نحدثكم عنه اليوم حدث منذ زمان بعيد مضى ..
* زمان «تُوجدني» فيه أيما مشاهدة عابرة لأفلام عن «مصاصي الدماء!!» ..
* أو بالأحرى ؛ تدفعني نحو لحظاته التي نعنيها هنا دفعاً «لا شعورياً» المشاهدات تلك ..
* و«اللا شعور» – كما هو معروف – مصطلح يكثر استخدامه في علم النفس ..
* والذكرى التي نحن بصددها هذه تحتاج تفسيراً «نفسانياً !!» كذلك ..
* ذكرى بطلتها إمرأة «وافدة» ليست من أهل البلدة …….. ولا البلاد ..
* قيل إنها من دولة مجاورة على حدودنا الغربية ..
* وإذ كنا صغاراً – نحن – فقد كان يستهوينا إلى حد الفضول «الغموض» ذاك الذي كان يحيط بالمرأة تلك..
* يحيط بها، وبدارها، وبحياتها، وبـ«ثرائها» …..
* فقد كانت ثرية جداً …….
* كانت ثرية «مال» و«جسد» ……
* ولم نكن نعلم إن كانت متزوجة أم لا لإحساسنا بخلو الدار – دوماً – من «أنيس» ..
* ولإحساسنا – كذلك – أنه ما من رجل «سوي» يمكن أن «يؤنس» وحدة إمرأة تبدو «مسترجلة !!» ولو كانت ذات مسحة من جمال ..
* أما النفر أولئك من الرجال – كبار السن – داخل الدار الرحبة فقد كان لكل منهم مهام ما يؤديها كما الساعة..
* فمنهم الجنائني، ومنهم الحارس، ومنهم مُشغل طلمبة الماء، ومنهم المتكفل بـ«المراسيل» ..
* وما كان مهتماً به الجنائني هذا – «بالذات»- كان موضع اهتمامنا نحن كذلك ..
* فقد كنا نستشعر سعادة خوض «المغامرة» ونحن نجوس – خلسةً – خلال أشجار الجنينة تلك بعد أن نتسور الحائط الشرقي القصير ..
* ثم نبلغ ذروة الإحساس بلذة المغامرة هذه حين يُفتضح أمرنا ويطاردنا رجال المرأة دون أن ينجح أحدهم في القبض علينا ..
* أو على الأقل ؛ لم ينجحوا طوال الأشهر الثلاثة الأولى منذ ظهرت المرأة «بغتةً» – كما زيد بألفية ابن مالك – في بلدتنا ..
* ولكنهم ذات يوم غائم فعلوا ……
* يوم غابت فيه شمس الظهيرة وراء سحاب داكن كان «يركض» نحو الأفق الغربي البعيد ..
* يركض مثل سحاب إيليا أبي ماضي الذي وصفه في قصيدةٍ له بأنه «يركض في الفضاء الرحب ركض الخائفين» ..
* وغاب فيه كذلك – اليوم ذاك – زميلنا مُرقص «القبطي» وراء الحوائط الغامضة ….
* وبعد نحو «دهر» خرج علينا مرقص هذا وهو «يركض» – متجاوزاً لنا – بأسرع مما كان يفعل سحاب ذلكم اليوم ..
* ثم فعل الشيء ذاته – كذلك – كلٌ من تم القبض عليه منا …..
* فقد « تبدل» أمرٌ ما لم نتنبه له – بدءاً – ولكنا بعد ذلك فعلنا ….
* فعلنا بعد أن قُبض على أربعةٍ منا كلٌ منهم كان يسابق الريح نحو داره – وليس السحاب وحسب – فور إطلاق سراحه ..
* فقد أضحى «الولوج» سهلاً خلاف ما كان عليه الأمر في السابق ..
* أما «الخروج» فقد أمسى في صعوبة الإفلات من سياط أستاذ صبري في حصة الرياضيات ..
* أي كأنما كان هناك «استدراج» بهدف «الاصطياد !!» ….
* وما سمعناه من الذين «أُصطيدوا» هؤلاء كان شيئاً عجزت عقولنا عن استيعابه ..
* فأنى لنا – آنذاك – القدرة الذهنية على تخيل فم أنثوي – وإن كان ذا شفتين غليظتين – « يتلمظ !!» الذي «يمتصه» من المقبوض عليهم منا «غصباً» ..
* فمكامن «اللذة» نفسها قد تضحى من مُجلبات «الألم !!» لصاحبها إن كانت بغير رضى منه ..
* ولكنا نجحنا في «التخيل» هذا – بعد سنوات عدة – وليس عقب اختفاء المرأة «المفاجيء» من دارها، وحياتنا، وبلدتنا ..
* و نجحنا – كذلك – في الربط بين التخيل هذا ومعايشات «واقعية!!» ذات «امتصاص» لأشياء أخرى لا مكامن للذة فيها ..
* ثم لا «مهرب» يمثل خياراً لنا كما كنا نفعل أيام ذات الفم «المرعب!!» ……..
* ولا هي«تهرب» كما فعلت المرأة تلك !!!!!!!!
بالمنطق : صحيفة آخر لحظة[/SIZE][/JUSTIFY]
