فقرة “1”
أطالع طبقات ود ضيف الله باستمرار … ولكنني استغربت هذه المرة لأنني لم اجد فيه ذكرا للسفير جوزيف ستافورد … القائم بالأعمال الأمريكي … لم اسمع أخبارا للصوفية منذ فترة إلا وهي مرتبطة باسمه … على العموم هو رجل مجتهد وصبور ويتحمل كل شيء في أداء واجبه ومن “كراماته” انه نجا من الأسر في إيران في حادثة أسر الرهائن وله في ذلك قصة قد رويناها من قبل. وقد سجل لي زيارة في مكتبي في المنظمة وتسلم ملفا للمطالبة بإطلاق سراح السودانيين في غواتنانامو وهدايا سودانية تعبيرا عن حبنا للشعب الأمريكي … ووعد بتسليم الملف للإدارة الأمريكية وتوصيل رسالتي التي ادنت في الولايات المتحدة وطالبت فيها بإطلاق سراح الأسرى … ومعها “سي دي” لأسر الأسرى في السودان ودعاؤهم ضد حكومة أمريكا المستمر لأنهم سجنوا أبناءهم صلفا واستعلاء ودون وجه حق.
ليس بالضروري أن يكون مجهودي هو الوحيد الذي ساهم في إطلاق السراح ولكنه ضمن مجهودات أخرى … الرسالة التي قصدت أن اوجهها لم تكن لأمريكا ولا للسيد السفير ولكنها للسودانيين الذين يتملقون السفراء والسفارات الغربية ويتطوعون بإدانة السودان وتمليك المعلومات ضد وطنهم … أنا أدين الحكومة السودانية في أخطائها علنا وفي بيانات منشورة وأطالبها من داخل السودان بإيقاف أي انتهاك لحقوق الإنسان ولكنني لا أغض الطرف عن “الاستبداد الدولي” ولا اتحالف معه ضد “الاستبداد الوطني” كما يفعل بعض أدعياء حقوق الإنسان والحريات والديموقراطية … والرسالة كانت لهم وليس لأمريكا … عزيزي الناشط في حقوق الإنسان طالب بالحقوق ودافع عن الحقيقة ولكن ان لم تفعل ذلك علنا ودون مواربة ضد جرائم الدول الكبرى وفي مواجهة من يمثلونها علنا وفي المحافل المحلية ووالدولية فإن مجرد “عميل” بدرجة ناشط … لا تفتتن بالديموقراطية ونمط الحياة الحديث في تلك البلدان ولا تنبهر وتدلق لسانك بالكلام … هذه الشعوب وفي مقدمتها الشعب الأمريكي نهضت لأنها تحترم ترابها وتنتمي إلى وطنها ولا تقبل عليه وصاية … نهضت لأنها تناضل من الداخل ودون حماية من الخارج …. وشكرا!
على العموم التهنئة للسفير ستافورد ونجدد إدانتنا للإدارة الأمريكية وحبنا للشعب الأمريكي العظيم والحر والعزيز … وارجو ألا يباغتنا السفير بإعلان الطريقة الستافوردية!
فقرة “2”
هاتفني صديق عزيز من وزارة الخارجية مستوضحا عن اللقب المذكور في حفل تكريمنا للدكتور صلاح حماد وهو لقب سفير … لقد بادر الاتحاد الوطني للشباب السوداني والمنظمة السودانية للحريات الصحفية بتكريم صلاح بعد فوزه الكاسح في انتخابات الموظفين والعاملين بالاتحاد الافريقي وهو فوز يتحقق لأول مرة. ومن باب التوضيح لقد حاز صلاح على هذا اللقب من مجلس حقوق الإنسان جامعة الدول العربية والمسمى الكامل له (سفير حقوق الإنسان). ولم يكن لائقا التوسع في الشرح عندما دعونا للناس للتكريم … ولذلك قلنا السفير صلاح حماد … لم يكن هاتفا بغرض العتاب ولكنه كان بغرض الاستفسار … وشكرني صديقي من الخارجية معددا خصالا طيبة للدكتور صلاح حماد.
صلاح حماد حاز على الدكتوراة من الجامعة الأمريكية واشنطون والتحق بالاتحاد الأفريقي مبكرا وصار من أشهر خبراء حقوق الإنسان وهو مجال نادر ومهم للغاية … وفيه عدد مقدر من السودانيين ولكن لم يتم جمعهم حتى الآن في كشف موحد وقد بدأ احد الأصدقاء في مشروع كبير بهذا الغرض وقدمنا له مقترحات ولكنه توقف “لعل المانع خير”؟!
هذه ليست كلمات كافية في حق التكريم والحدث … ابقوا معنا … لدينا المزيد
[/JUSTIFY][/SIZE]
نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني
