رجل انزلاقي!

[SIZE=5][JUSTIFY][CENTER][B] رجل انزلاقي! [/B][/CENTER]

ينظر للمشهد بكل ذرائعية وانتهازية ماكرة لعله يجد المدخل الذي يأمله ليدلف به بكل قوة وعنفوان مسطراً حد طموحه عند السدرة.. منتهى البلوغ وغاية الادراك ومن بعدها يقول كلمته التي لا بد إنه قائلها شاء الناس أم أبوا.. جادت عليهم القرائح أم لم تجد.. ينزع هلاميته عندما تبين معالم المفترقات لأنه يدرك أن المصالح احياناً كثيرة لا تحتمل تأخير القرار وتماهي الحسم.. ينزع تارة القناع البريء.. قناع الحمائم لتبدو أنيابه التكشيرية كأنه آكل اللحوم الحية.. رجل انزلاقي هلامي يجيد الانسياب عبر الفتحات الممكنة.. ليس ذكاءًا منه انه خبر أن بواعث البعض تتطلب التمجيد وإن كان المجد في بحور غريقة ووهاد ونجاد نائية.. يفرقع قنابله الموقوتة بطريقة درامية لا تخلو من «الكوميديا».. يجيد الكذب لكنه الأغرب حيث يصدق هو ذات نفسه كذبته كأنها الواقع الحقيقي يتراءى للبعض من جمال ما يرتدي ويلبس وإن كانت دواخله مغطية بالخرق والالبسة البائسة المهترئة دون الخواطر تفر منه ابتسامات كاذبة لكنها براقة وحمالة أوجه.. يقول القولة ولا يلقي لها كثير اكتراث ما دام بها يحقق ما يصبو.. تجرح من تجرح.. وتصيب من تصيب برشاشها.. يزعم انه الأكثر تأثيراً وتأثر في محيطه لكنه لا يدري انه معزولاً الا من نفاق هادف أو بلا هدف فالناس احياناً ينافقون لمجرد النفاق أو ربما حباً في تطريق الكلام في اللسان..

يذهبون إليه عند ساعة صغرهم والتي لا معايير لها الا ما تمليه عليهم اشياؤهم ربما الصغيرة جداً.. يذرفون امامه الدمع ويدعون ربما الحزن والنبل بغية لشيء صغير جداً.. يتبارون إليه في نزعة وجبلة فطرية ضعيفة ما بين الهلوك والجزوع.. بعض مسارب الأطماع التي تتعدى حدودها وتنهزم عندما تتلاقى المنعطفات في نهايات الشوارع الرئيسية حيث الأولوية للمرور.. ليعبر بكل سلاسة لا يعير من بعدها اشارات التوقف بالاً.. ليصل لبيته الآمن الذي لا يخلو من فئران بشرية بعد ان كثرت عنده الفتاتات والبقايا.. يرغبونها وإن كانت مأفونة نتنة جداً لا يعرفون لها محاذير ولا يكترثون لاتجاهاتها ومساراتها.. فهو ليس وحده الرجل الانزالقي بل هم ايضاً مثله ينزلقون بلا أسطح لتجدهم بالقرب من أهدافهم دون ان يعيروا اهتماماً للتراتيب والواجهات.. يتحلون بصبغ الحالة الآنية.. يرفضون اي التزامات أخلاقية واجبة ويفضلون التماهي مع الموجة.

٭ آخر الكلام

سأل السائل أحدهم «أنت مع منو؟ الذاهب أم القادم؟» فقال بكل صرامة «نحنا بتاعين الكرسي.. بس لينا بالقاعد فيهو».. لذلك لا تثريب على الرجل إن اصبح انزلاقي.. هلامي.. انسيابي فهي مهارات هامة لهذا العصر السمج.
[/JUSTIFY][/SIZE] [LEFT][B]مع محبتي للجميع[/B][/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]

Exit mobile version