أحياناً دون خاطر أو قصد نجد أنفسنا قد سئمنا أومللنا كلمة أو عبارة معينة.. اليوم تعالوا نتعرف لماذا زهجنا وملينا كلمة بشريات هذه المسكونة بالأمل المفرغة من المحتوى بفعل الفاعلين.. ولنبدأ أولاً بمحاولات حصر عدد المرات التي سمعنا فيها- كلمة بشريات هذه.. والذين قالوها ومضوا في سبيل مصالحهم ومكاسبهم لا عليكم.. وها نحن نجتر مبدأة جديدة للسماع.. الجهات الرسمية تبشرنا بسلاسة الأحوال اذا ما قدر لها أن تحل معضلاتها التي بالتأكيد لا أمل قريب في حلها.. ولا نستجيب لبشريات رب الأسرة الذي يوعد بتوسيع مواعين الصرف اذا ما تم تعديل أوضاعه في العمل.. ورب العمل يزف البشريات بأن تحسيناً وتسهيلاً قادماً عليكم فاستعدوا لهذه البشريات.. بل أن «الكماسرة» على أبواب المركبات العامة يشيعون البشريات بأن عهدهم على أبواب الانتهاء وأن الكماسرة سوف يكونوا (اليكترونيين).. وربما يقول أهل الحل والربط إن «مترو الانفاق» سيكون جاهزاً خلال العام ويحملونا فوق طاقتنا بشريات ليس لنا بها استيعاب ولا قدرة تحمل.. حتى الأحباب يطوفون «بالمحابيب أو المحبوبيين والمحبوبات» في دنيا بشريات القادم، والأمل وحصاد الأحلام الوردية، ولا يعدو الكلام خانات التمني والانفصال عن الواقع الحقيقي، والركون للتهويمات، والطفو فوق الاسطح الخيالية بلا شراعات، ولا عبارات ولا وسائل العبور.. ثم يتطايبون على أسطح النجائل والميادين المفتوحة لتمتليء رئاتهم بالهواء.. ويعبرون عن البشريات في كلمات حدّها ومداها فوق رؤوسهم لتذوب مع قرمشات التسالي وقشور الفول.. ثم الواهمين والواهمات تحت بنود النوع، والناشطين والناشطات بوهمة الحقوق والحريات والعدالة، حتى تكاد تجزم بأن بشرياتهم موجودة على الأرض والحقيقة ولا يعدو الموضوع الا تخيالاتهم وفقاً لأجندتهم ومضابط ما يكتبون ،اناء الليل وأطراف النهار ليتأبطون ملفاتهم بلا مقدمات فعلية.. والدول تمور في أجوائها، ولا يقول ساستها الا بلسان البشريات كلام في كلام.. لنعود إلى حدود أنفسنا فنجد اننا نهديء روعنا بتطبيبات البشريات ان «بكرة أحلى».. وغداً لناظره قريب.. نحلم ونكاد نلمس الحلم بايدينا، ولكن لا يبدو ذلك الا بشريات في بشريات.. كل ذلك لأن الواقع يخضع لمقاييس الزمان والمكان والظروف الآنية والحالية.
٭ آخر الكلام
لكثرة ما تشبثنا بالبشريات حتى غرقنا في بحرها تمنياً ووعداً وتخيلاً حتى كدنا أن نفقد الرابط ما بين الواقع والخيال البعيد.. تماماً مثلما نحدث ونقول للآخرين بأن البشريات طيبة وآملة.
[/JUSTIFY][/SIZE]
[LEFT][B]مع محبتي للجميع[/B][/LEFT]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]
