ستسأل: «من أنتم؟» وسنرد عليكم بأننا مرضى الإنفلونزا الذين ضربهم الفيروس، فأقعدهم في بيوتهم بين عطس وزكام وحمى.
قائمة المصابين بالأنفلونزا في منطقة الشرق الأوسط، خلال هذا الموسم وحده، تضم أربعين مليون مصاب، وفق تقارير رسمية.. القائمة طويلة وتضم مشاهير وساسة ومفكرين وفنانين، كما تضم «ناس من كل الأجناس»، وظهر لنا جلياًً أن أبرز الذين ضربهم الفيروس في السودان، وأصابتهم الأنفلونزا هما الشيخ الدكتور حسن عبد الله الترابي، الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي والمفكر الإسلامي المعروف، والدكتور عبد الرحمن أحمد الخضر، والي ولاية الخرطوم الذي وجد نفسه مضطراً لإيقاف نشاطه الحركي والتنفيذي إلى أن يتماثل للشفاء بإذن الله، وقد تعافى الشيخ الدكتور الترابي بحمد الله، وقد خفف أمر دخول الرمزين الكبيرين- الشيخ الترابي والدكتور الخضر- خفف عنا آلام المرض وأوجاع السقم نحن «ناس قريعتي راحت»، فإذا كانت الرموز تصاب بنزلات شعبية، فإن عامة الناس يصابون.
نحن مجموعة «المجلس الأربعين مليوني» لابد أن نسعى لأن تتوحد كلمتنا و«عطستنا» و«تشميتنا»، وأن نعمل وفق قاعدة «المؤمن مصاب»، لكن علينا أولاً أن نشطب الاتهام في مواجهة البرد، على اعتبار أنه السبب، إذ أن التقارير الطبية والصحية تؤكد أن سلوك الأفراد في الشتاء هو الذي يؤدي إلى الإصابة، وأهمه تبدل المواقع المفاجئ من دافئ – في الغرف- إلى بارد – في الخارج- سيؤدي إلى الإصابة.. وهناك تبادل أكواب وآنية الشرب في المنزل أو مكان الدراسة أو العمل، بين المصابين والأصحاء، يساعد في نقل العدوى، وهناك خلط كما يقول المختصون بين الانفلونزا، ونزلة البرد رغم أن هناك فرق بين المرضين، فنزلة البرد تبدأ تدريجياً على عدة أيام بأعراض يكون أولها احتقان بسيط في الحلق، أو ما يشبه الحكة، ثم تأتي مرحلة العطس فحالة «جريان» الأنف، وربما يصحب ذلك سعال وارتفاع في درجة الحرارة.
أما الانفلونزا – أجاركم الله وحماكم- فإنها تهجم «هجمة مرض واحد» ودون تدرج، تصيب الضحية بالإجهاد الشديد – والصداع الحاد، وآلام فوق الجفن وفي المفاصل، إلى جانب أعراض «نزلة البرد» التي أشرنا إليها من قبل، وفي الحالتين تتأثر شهية المصاب، ولا يجد ميلاً للطعام، إلا للحرّاق والذي فيه ملوحة أو بعض التخمير مثل «الكسرة بالموية» أو «السخينة» مع رفض تام للدهون واللحوم بأنواعها.
أعظم قاعدة للصحة هي «الوقاية خير من العلاج»، وأفضل وصفة وقاية تقيك وأفراد أسرتك هي اتباع نمط حياة صحي، ونظام غذائي مثالي، مع ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مع شرب الكثير من المشروبات الدافئة في الشتاء، والقناعة التامة بأن معظم الناس يصابون بالاثنتين معاً – النزلة والانفلونزا- في فصل الشتاء لأنه وببساطة شديدة،لا يوجد علاج فعال لفيروسات الانفلونزا والزكام.. وكنا نعرف في السابق «انفلونزا الحجاج» المرتبطة بعودة الحجاج، لكننا الآن نعيش عصر «انفلونزا رأس السنة».. ويرحمكم الله.
[/SIZE][/JUSTIFY]
بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]
