اليوم فقط.. أرجو أن يتقبل القراء الأعزاء اعتذاري لعدم نشر الحلقة السابعة من تحقيق (جثة مجهولة الهوية) لظرف شخصي طارئ عصر ومساء أمس حال دون إكمالي للحلقة.. لكني أعدكم أن أنشرها غداً الجمعة – رغم كونه عطلة – نسبة لأهمية الحلقة ولرغبتي الأكيدة في إكمال وضع النقاط فوق الحروف حتى يتحمل بعد ذاك الشعب مسؤولية حماية أمواله العامة.. وأي مال هذا خطوطنا الجوية ذات السبعين عاماً .. أعرق طيران في إفريقيا والعالم العربي..
لكني انتهز الفرص اليوم لأقرع أجراس الخطر مرة أخرى .. وصلتني معلومات من مصادرموثوق بها أن النية تتجه لبيع بعض أصول (سودانير) لدرء المحنة التي خلفتها شراكة مجموعة عارف.. وبدأت إجراءات لبيع ارض مساحتها حوالي ثلاثة آلاف متر مربع في الخرطوم شرق .. مستغلة حالياً لمركز تدريب سودانير في أقصى الطرف الشرقي من شارع البلدية.
حسناً سياسة بيع الأصول قد تخفف من ثقل الديون وحرجها.. لكن ذلك علاج على المدى القصير أشبه بتناول الاسبرين لتخفيف الألم.. وإذا شرعت إدارة سودانير في فك الضائقة بلعبة بيع الأصول فقريباً جداً ستفقد أصولها داخل وخارج السودان دون أن تحل الأزمة التي تكابدها..
هذا المسلك قد يبرهن على أن درس عارف لم يغير شيئاً.. لا تزال سياسة (التخارج!!) من الأزمة هي السائدة .. لا رؤية استراتيجية للمستقبل لا عند إدارة الشركة ولا الدولة ولا يحزنون..
ما زلت مصراً أن الأمر ليس بهذه العفوية التي يبدو عليها ظاهر المشهد.. هناك سياسة راسخة ومدروسة للإبقاء على سودانير في هذا الوضع الزهيد،. سياسة لا يمكن تفسيرها بغير المصالح الضيقة ولو كانت على حساب مصلحة الوطن الواسع.. وعلى كل حال مسؤليتنا نحن الصحافة الراشدة أن نكتب مرافعتنا للشعب صاحب المصلحة .. ولسنا نيابة أو قضاة.. نترك الأمر كله بعد ذلك لضمير الشعب أن يتخذ ما يشاء .. لكني موقن أن الإصلاح لا يمكن أن ينهض بلا محاسبة وجرد حساب.. من اجتهد وأخطأ له أجر .. ومن اجتهد وأصاب فله أجران.. لكن من تعمد مع سبق الإصرار والترصد التساهل في الأمانة التي حملها له صاحب المصلحة العليا.. فلا شئ يغير الواقع بغير الحساب.. الذي يبعث برسالة تحذير لكل من يحمل أمانة المنصب العام .. أن التساهل والتلاعب بممتلكات الشعب حرام..
رغم أن غداً عطلة نهاية الأسبوع لكن أرجو أن تسمحوا لنا بمواصلة الحلقات باذن الله..
حديث المدينة – صحيفة اليوم التالي
