حفلة مريخية

[SIZE=5][JUSTIFY][CENTER][B] حفلة مريخية [/B][/CENTER]

بصفتي مريخي عتيق، تخلى منذ وقتِ ليس بالقصير عن العصبية الرياضية، وقرر التمتع بفرجة حياديه متى ما وجد وقتاً لها – بعيداً عن المنافسات المحلية التي لو كنت (أقص أثرها) إلى الآن لصعدت روحي إلى بارئها قبل أن أعود مجدداً (ومؤقتاً) أول أمس لأشهد مباراة المريخ وبايرن ميونخ الألماني، ويبدو أنني كنت محظوظاً جداً أن اخترت هذه المناسبة لأدشن بها عودتي المؤقتة إلى مشاهدة مباريات كرة القدم التي يكون أحد طرفيها فريق محلي.

لا أخفي عليكم أنني كنت أتوقع أن تأتي الضربة الودية (موجعة)، وأن يمطر الرماة الألمان مرمى أكرم وزغبير بأهداف كأنها حجارة من سجيل ما يجعلنا نبدو أمام العالم كله كـ(عصف مأكول)، لذلك كنت في كامل لياقتي النفسية وروحي الرياضية لأتقبل بكل سماحة وطيب خاطر هزيمة نكراء كتلك التي ألحقها الهونفيد المجري بالند التقليدي للمريخ (الهلال) في القرن الماضي، بل وأكثر من ذلك. فالتباري مع نادٍ مثل بايرن ميونخ ليس نزهة على كورنيش الدوحة، بل مغامرة كبرى، حسدت عليها كعاشق عتيد للمغامرات إدارة نادي المريخ، وأي مغامرة تلك التي تُخاض ضد (تيم) ذي شوكة وبأس شديد، فنادي (البايرن) حصل على لقب كأس العالم للأندية 2013م، لقب دوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي، والدوري الألماني.

لم أتسمر أمام شاشة الشروق، فقط كنت جالساً في مواجهتها ببرود انجليزي، أنتظر الأول والثاني والحادي عشر، ثم أذهب إلى فراشي وأنام نوم قرير العين هانيها، إذ لم تعد هزائمنا في كرة القدم ولا مستوى أدائنا حتى أمام المطابع الصومالي على سبيل المثال لا التقليل من الشأن أمور تستحق مني حرق الأعصاب ولا حرق الأوراق والعمائم في حالة النصر.

وربما أهلتني حالتي الإنجليزية تلك للاستمتاع بالمباراة كما لم يستمع بها الأستاذان مزمل أبو القاسم ونميري شلبي الذي أخلى منزله من (عياله) قبل المباراة بثلاث ساعات كي لا يشهدوه، وهو في أسوأ حالات وجعه وألمه، وبالفعل رويداً رويداً أخذني (الماتش) إليه أخذأً مقتدراً، ما بين الروح القتالية العالية و(التقفيل) الدفاعي الرائع للمريخ، وبين هندسة الكرة والتلاعب بها وتطويعها والسعي بها وإناختها والنهوض بها من قبل (البايرن)، إنها مباراة كل المواسم المريخية الأخيرة إن شئتم الاختزال و(الكبسلة).

لكن كل هذا الامتاع وتلك المؤانسة الكروية الرائعة التي حظينا بها أول أمس ينبغي أن تجعلنا نغفل عن السؤال المهم، وهو لماذا ينتظر اللاعب السوداني التمريرات حتى (تجي لعندو)؟ ولماذا يتوتر بسرعة؟ ولماذا يفشل في تطويع الكرة واستقبالها بشكل جيد وفذ، فتراها تضرب على ساقه وتطير، وتضرب على عنقه ورأسه وظهره فيبدو كالـ(مرجوم) لا حول له ولا حيلة؟

على أي حال، يستحق المريخ ومدربه كروجر الثناء، ويستحق أن نصبر عليه عدداً من السنوات، ربما حينها سنرى مريخاً أفضل من الذي رأينا أول أمس، مريخاً يجعلنا مرفوعي الرأس أمام ريال مدريد، آرسنال، برشلونه وعتاة الأندية العالمية.

[/SIZE][/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version