جمهورية الأيدز الديمقراطية المتحدة

[JUSTIFY]
جمهورية الأيدز الديمقراطية المتحدة

يحكى أن حواراً طريفاً له (طابع العلمية) أجري مع مخترعين (شابين) أكدا امتلاكهما لمجموعة من براءات الاختراعات المدهشة و(العلمية)، التي تتفوق على كل المخترعات والابتكارات الأوروبية والأمريكية، وما يهمنا هنا أن أحد الشابين بخلاف اكتشافاته العلمية (المتقدمة) كما يقول، له قدرات (متقدمة أيضاً) في إيجاد الحلول لأكبر الأزمات المؤرقة للبشرية على شاكلة الأيدز (طاعون العصر الحديث). والمخترع – العالم (…) لا يقدم حلاً طبياً أو اكتشافاً عقارياً لحل مشكلة الأيدز (المؤرقة)، بل يقدم حلاً عبقرياً يقترب في عبقريته من سيناريوهات الأفلام الأمريكية ذات الإنتاجية عالية التكاليف. الرجل المكتشف ومن خلال تأليفه لكتاب اسمه (نافذة أمل) يقترح إقامة دولة (أيدزوية) منفصلة تتمتع بسيادة كاملة للمصابين بالأيدز، مما يوفر بحسب رأيه حلاً جذرياً لمشكلة (طاعون العصر) الأيدز.
قال الراوي: يقول المكتشف صاحب الحل السحري إنه عرض مؤلفه (الناجع) على الأمم المتحدة (ناس بان كي مون)، وأنه وجد منهم ترحيباً كاملاً بالفكرة (السحرية)، وإنهم أخذوا نسخاً من الكتاب وعرضوها بأمريكا (أم الاختراعات والكفوات والابتلاءات)، وإن في أمريكا بشكل ما (انظر للتسلسل الدرامي) استطاعت جينا بوش (ابنة الرئيس السابق) السطو على الكتاب ومحاولة نسبة الفكرة (العبقرية) لنفسها، إلا أنها اعتذرت فضاءً وصحافة بعد ذلك (ربما بعد إفاقتها من سكرة ما). إلا أن المدهش في الفكرة هو اختيار المؤلف لأفريقيا كخيار للدولة (الأيدزوية) المقترحة، ومبعث الدهشة لماذا أفريقيا دون قارات العالم الأخرى، هل لأنها أكثر القارات ابتلاءً بهذا المرض المرعب المميت القاتل؟.. وهنا يأتي دور الدراما الأمريكية (تخصصت في إنتاج أفلام الوبائيات وتهديدها لأمن العالم)، في حال حدوث تمرد (ما) بأرض الأيدز الديمقراطية المتحدة.
قال الراوي: بناءً على سيناريوهات الأفلام الأمريكية (ذات القدرات التنبؤية العالية) يمكننا تصور سيناريو بهذا الشكل: تم تكوين دولة أو جمهورية الأيدز الديمقراطية (الأفريقية)، إلا أن مواطناً (أيدزوياً) يحمل جينات انقلابية (أفريقية) قرر فجأة الانقلاب على النظام الديمقراطي بجمهورية الأيدز، فأطاح بالرؤوس واعتلى الدبابات واستولى على الإذاعة، وأقفل السفارات وطرد ممثلي الأمم المتحدة، ثم أعلن تمرده على (العالم) وغزوه عبر دول الجوار (الأفريقية) تعيسة الوسائل الدفاعية.
قال الراوي: ويتصاعد السيناريو حين يعلن انقلابي جمهورية الأيدز ومن معه نيتهم في ضرب العالم بقنابل (أيدز سريعة التسرب هواءً والتشرب ماءً)، وذلك انتقاماً من كل العالم الذي عزلهم وتخلص منهم واستعرّ. ويمكن للسيناريو أن يتمدد ويتلون ويتفنن من خلال إرسال جواسيس وغزاة من دولة (أيدز) الحرة لتدمير مناعات الدول المجاورة (الأفريقية)، وهنا قد يتم اختيار الغزاة من أكثر النساء جمالاً وفتنة؛ وأكثر الرجال وسامة وفحولة، و.. يا دار ما دخلك شر.
ختم الراوي، قال: بالله القوا لينا نهاية للفلم دا.
استدرك الراوي؛ قال: أفريقيا تموت بالأيدز، والسكاكين، والقنابل.. هل من مخترع (سلام)؟

[/JUSTIFY]

أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version