كل وردي وإنتو طيبين أبو قطاطي مسبب حالة الإغماءة الأولى في أغنيات فنان إفريقيا

هذه مساحة للاحتفاء بالذكرى الثالثة لرحيل الفنان محمد وردي، نواصل خلالها في اتساق تام الانتماء لفنان أفريقيا الأول، وتهراقا الغناء السوداني، الذي وسد الموسيقى السودانية القمة، وجعل من تراثنا الغنائي والموسيقي رؤية ومشاهدة.
واحد من الذين كانوا شركاء في هذا المشوار الإبداعي السوداني الجميل النبيل، وساهموا في إيجاد تجربة تستحق الاحتفاء والتقدير. الشاعر محمد علي أبو قطاطي هو الذي ساهم بعدد من الأغنيات في مشوار الفرعون السوداني.
• سيرة
ولد محمد علي أبو قطاطي، ويكتب أيضاً أبو قطاطي (بوصل كلمة «أبو» بكلمة «قطاطي»)، في عام 1931م، في قرية العجيجة إحدى قرى منطقة كرري الواقعة شمال مدينة بأم درمان بالضفة الغربية لنهر النيل، في السودان.
ويطلق على محمد علي أبو قطاطي شاعر القرية أو الريف لبساطة كلماته.
بدأ كتابة الشعر منذ عام 1950م وكانت أعماله آنذاك مقتصرة على قصائد وطنية كان يقدمها في الندوات السياسية ولأهله وأصدقائه، على شكل قصائد الدوبيت، ومن ثم اتجه أبو قطاطي نحو الشعر الغنائي وتوالى المطربون السودانيون في تلحين كلمات قصائده وغنائها. نظم أبو قطاطي الشعر الغنائي باللهجة السودانية العربية، ويمتاز شعره بالبساطة في مفردات قصائده وقوة مضامينه.
• في التجربة
كان أبو قطاطي حضوراً في مسيرة وردي بعدد من الأغنيات أشهرها أغنية المرسال التي وضع لها الألحان الفنان بنفسه :
مسكين البدا يأمل
أملو يغلبو تحقيقه
والعاشقة جفا المعشوق
الليلة وا سهرو ونشاف ريقو
ثم أشعل المسيرة بإضافة أخرى كبيرة كانت بمثابة الشعلة المتقدة التي فتح من خلالها محمد وردي أبواباً جديدة للموسيقى السودانية، أغنية الناس القيافة التي كانت من الأغنيات الراقصة التي تغنى بها الراحل:
في الناس القيافة حبينا اللطافة
في دروب المحبة فتنا بعيد مسافة
شفنا خدود نديه جذابة وهنيه
شاقتنا ابتسامة وطلعة ملائكية
الوجنات بتشبه ازهار موسمية
والخصر المضمر والخامة الطرية
لكن أبو قطاطي الذي عرف بالانتماء الصارخ والواضح للوطن وترابه، كان يجترح من جيد الكلمة العامية السودانية مفردة كادت أن تكون حالة إغماء أولى لكل العاشقين (أقدلي) في النص الشعري الذي حمل اسم (سوات العاصفة)، والتي صنع لها فنان أفريقيا الأول لحناً لا يجارى ولا يحتمل في الجمال:
ساق الشتيل الني
وفعل السيل وقت يتحدر
يكسح ما يفضل شي
دا كان حبك وقت حسيتو
وشفت الدنيا دارت بي
وقت شفتك ..
شعرت الرعشة من صوف رأسي
لي كرعي
ومن الساعة ديك يا السمحة
ولع فيني جمر الغي
كتمت الريدة ما شافوها
ناس الحي
وقلت الجنة إنشاء الله
ما يقسن دروبها علي
ولا يمكن بأي حال أن نمر بذكرى الفنان الكبير محمد وردي دون أن ننتبه ونشير لما قدمه أبو قطاطي للتجربة من زاد شعري، أسهم في أن تكون مختلفة ومتفردة وملهمة.
كل وردي والوطن بخير.

التغيير

Exit mobile version