خرف مبكر جدا .. بدري من عمرك .. لسه انت شباب

[ALIGN=CENTER]خرف مبكر جدا
بدري من عمرك .. لسه انت شباب !
[/ALIGN]
مؤخرا، زادت قناعاتي بزمالتي لـ (ريجان) وإستحقاقه لأن أمنّ عليه بلقب (ود مرضتي)، وذلك بصفته أشهر من أصيب بـ (الزهايمر)، بعد تنامي ظني ودخول ضبانة الشك لعقلي بقرب إصابتي بالخرف المبكر، ده لو ما حصل لسه !
فقد دخلت ذاكرة التعرف على الأشياء عندي لامتحان عصيب بالامس القريب، عندما كنت في زيارة لمقر الصحيفة وهممت بالمغادرة بعد أن تلقيت مكالمة من (سيد الإسم) يخبرني فيها عن وصوله لاصطحابي للبيت .. خرجت للمكان الذي تعود على انتظاري فيه، ولكني تلفت يمين وشمال دون أن يقع بصري على طلعته البهية، أصبت بالحيرة والارتباك وأنا أقلب بصري بين الأعداد الكبيرة من السيارات المركونة على جانبي الطريق، فقد اكتشفت كـ (العادة) أنني لا أتذكر لون وشكل ولا ماركة سيارة زوجي !
(ده كلو من وائل) غنيت لنفسي، و(وائل) هنا قاصده بيهو الظروف المعاكساني، فبعد أن قضيت قرابة الأربع سنوات أحاول فيها التوائم والتعرف على ملامح سيارته السابقة، شاءت ظروف عمل زوجي بتغييرها بواحدة جديدة قبل بضعة أشهر، لتعيدني لمربع واحد في الزوزوة والوهدبة جراء محاولتي التعرف عليها !
حككت رأسي فتذكرت حوار بين صغيري وأبيه، سأله فيه عن ماركة العربية فأجابه بأنها (كوريلا ٢٠٠٨)، حمدت الله على تذكري لتلك المعلومة المفيدة ولكن سرعان ما خاب أملي عندما تشابه علي بقر (الاكسنت) و(اللانسر) وو… بقية دفعة سيارات السنة الفائتة، فكلهن متشابهات كالتوائم، وفي عزّ الجهجهة انتبهت على (كنتكت) سيارة تقترب من بعيد وفي داخلها زولي الما بغباني .. فقد تبين لي لاحقا أنه قد اتصل بي قبل وصوله لصعوبة الحصول على (باركن) وقت الزروة في ذلك المكان.
– يقول العلماء أن التقدم بالعمر هو أكثر العوامل المشجعة لظهور مرض (الزهايمر)، وتحدث الاصابة غالبا بعد سن الخامسة و الستين, ومع أحترامي لأراء العلماء في (الحتة دي)، ولكن هذا السن في رأيي يتناسب مع الخرف (العادي) وليس (المبكر)، أما (المبكر) فيصلح لتوصيف حالات الـ(بدري من عمرك .. لسه انت شباب) الذي حلاتي.
كما كتبت من قبل في مادة (الذاكرة الانتقائية)، فأنا أتمتع بذاكرة جيدة جدا والحمد لله، ولكن بدأت أعاني من مشكلة التعرف على السيارات بعد زواجي، فقد كنت مثلا أميز سيارة (أبي) من بين الألوف بل وأحفظ رقمها .. غايتو يمكن العرس ما نفع معاي أو الراجل ده (كجّاني) .. واحد في الاتنين !!
– وحتى لا اظلم (نفسي) و(العرس) و(سيد الاسم)، أنتقل للسبب الثاني الذي يعزوا إليه العلماء الإصابة بمرض الزهايمر، ألا وهو (العوامل الوراثية)، فوالدتي عليها الرحمة منذ ميلادها وحتى انتقالها إلى الرفيق الأعلى، لم تكن تستطيع الخروج وحدها إلا في رفقة مأمونة لعدم معرفتها بالطرق أو المواصلات .. وهذه هي حالتي فمثلا عندما كنت أُدرس بكلية العلوم في جامعة النيلين، كنت أنتظر وصول (سيد الإسم) في الاستقبال بعد انتهاء محاضراتي، حدث أن طلبت في مرة من أحد طلابي أثناء خروجه من الكلية:
لو سمحتا شوف لي معاك في مرسيدس خضرة واقفة برة.
فخرج وعاد ليسألني (نمرتا كم؟ لانو في برة اتنين خضر)
أسرعت للخروج بنفسي ولسان حالي يقول:
(هو ما بارك الله فيني العرفتا لونا وماركتا؟)
فقد أجهدت نفسي وعقلي بمحاولة حفظ الاثنين كي أستطيع أن أميز سيارته من وسط الزحام، بعد أن كنت الجأ للبحلقة في وجوه جميع سائقي السيارات المنتظرة أمام البوابة، حتى يمن الله علي برؤية زوجي بينهم، فابتسم فرحا برؤية وجهه (العابس) طبعا بسبب سخونة الشمس .. عشان ما تمشوا بعيد وتفتكروهو زهجان مني!
ما علينا .. نرجع لموضوعنا فـ السبب الثالث لـ (الزهايمر)، أن تحدث الاصابة به نتيجة للأمراض التي تؤثر علي الأوعية الدموية الموجودة في المخ، أو الإصابات الخطيرة في الرأس، وبما إنو ونسبة إلى، أنني لم أعاني من أي إصابة في الرأس من قبل ولو بمجرد (شاكوش)، فـ أنا أرجح أن تكون جابداني (أمي) رحمها الله بالوهدبة .. والله أعلم.

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

Exit mobile version