اعتاد «الناس كل الناس» سماع كلمات هي من بنات أفكار السيد الرئيس كأنها كلمات واصمة من شاكلة «يا جماعة» وغيرها.. ولكن الخطاب الهام الأخير لم يأت بذات النكهة الشعبية المعروفة للرجل.. خطاب فلسفي عالي الكلمات حمال للوجوه والتأويلات الكثيرة خاصة وأن الأحلام كانت تحتشد في صدور الرجالات.. الساسة..و التنفيذيين والناس كل الناس ارتجى هؤلاء هذا الخطاب الهام وفي خواطرهم تعتمل الرؤى وترتفع وتنخفض السقوفات ما بين عنان سمائهم واهوائهم والواقع على الأرض.. خطاب الرئيس كان بجانب ما حوى من دعوات السلام والاقتصاد والحريات والهوية كان خطاب فلسفياً الشيء الذي جعل العامة لحظات الترقب والسماع يبحثون عن اشواقهم في كلمات قاطعة اعتادوا احياناً في كثير من كلام الانقاذ على وضوحها وان كانت موجعة ومؤلمة.. المهم أن الخطاب حوى فضفاض الوعود الوطنية التي يحتاج الناس لجدواها ببرامج سريعة جداً لبيان مدى الجدية في انفاذ هذه الأشواق الوطنية فكان توافد كل «الجهابزة» حول طاولة هذا الخطاب مؤشراً لأن هناك تطمينات قد جعلتهم يظهرون للشاشات والفضائيات بلا وجل.. جنح الخطاب للسلام واطلاق الحريات وأصاب هذا الحديث مشاعر أوتار حساسة للقطاع الاعلامي الذي هو مرآة الحال ان تم التنفيذ بما يؤدون إليه ويتمنونه.. فهل حقاً ستكون يد الاعلام مطلوقة لا يلويها الا استشعار الخطوط الحمراء والمسؤولية الاجتماعية لهم.. اما الاصلاح الذي فشلت من قبل تحقيقه بعض الآليات التنفيذية في ظل فساد كبير أقرته الحكومة وخصصت له مفوضية، وانهزمت الفكرة.. أما الواقع الاجتماعي وفلسفة الهوية حملت تطلعات كبيرة وآملة.. ولكن المحك الحقيقي هو الاختبار على أرض الواقع.. الحكومة بعد هذا الخطاب مطالبة بانزال برامج جادة حتى لا يخرج «الناس كل الناس» من حوى تأثيرات الفلسفة لخطاب الأمة والاسبوع الاول بالذات يمثل تحدي.. حيث على الأحزاب السياسية اغتنام الفرصة باقامة لياليها السياسية وندواتها ومحاوراتها مناظراتها واحياء ليالي المدن في كل السودان «تلك المدن التي كانت نائمة مخدرة».. وعلى منسوبي المؤتمر الوطني افساح صدورهم واحتمال من كانوا على أنفاس قدحهم الذهني والسياسي «مقصيين».. هي آمال.. الخطاب المفاجأة فيه ان يكون برنامج واقع.. وليس هواء الكلام..
٭ آخر الكلام
مبروك الخطاب.. و «يا جماعة» باركوها وقولوا خير.. في موقف شروني قال أحدهم يا ناس فهمتوا حاجة.. وأردف خليكم كدا «الموية تكضب الغطاس» هذا هو نبض الشارع وامام الحكومة تحدي حقيقي لاثبات ذلك.. فهل منذ اليوم اطلقت الحريات؟؟؟ «أرح ننط ونثب وثبة فوق الواقع المعتاد لرحاب اكبر»..
[/JUSTIFY][/SIZE]
[LEFT][B]مع محبتي للجميع[/B][/LEFT]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]
