بملء إرادتها تركته يستأثر بها.

ليُتمها، كانت سطوته تمنحها ذلك الشعور الذي تنهزم أمامه النساء: الإحساس بالحماية. لكنّه لم يكن يحمي صوتها، بل مهرة ليس من حقّها أن تصهل خارج حظيرته.
لأسابيع، ردّدت هذا الكلام على نفسها، لكن، حال انتهائها من مرافعتها، كان قلبها يأخذ الكلمة عنوة، ويعترف بأنّه ما زال يحبّه، كما «يحبّ القطّ خانقه»، و كما تحبّ الشعوب جلّاديها. حتّى في انقطاعه عنها كان جلّادًا، في صمته عنف الصمت المخطط له.
إنها في النهاية كالشعوب العربية، حتّى وهي تطمح للتحرّر، تحنّ لجلّادها. مثلها، تتآمر على نفسها، تخلق أصنامها، تقبّل يد خانقها، تغفر لقاتلها. تواصل تلميع التماثيل بعد سقوطها، تغسلها بالدموع من دم جرائمها.
” الأسود يليق بك “

Exit mobile version