السيسي في الخرطوم.. رحلة الاطمئنان

وجد قيام سد النهضة الذي تعتزم أثيوبيا البدء فيه ردود فعل واسعة النطاق، وشهدت الساحة بين البلدان الثلاثة مصر وأثيوبيا والسودان حالة شد وجذب دارت خلالها أحاديث كثيرة حول سبب قيام السد وأهدافه، في الوقت الذي أعلنت مصر والسودان ضرورة حماية الأمن المائي لهما, وقد صاحب الإعلان عن قيام هذا السد تراشق أعلامي كبير، خاصة من جانب مصر تجاه السودان بعد إعلان ترحيبه بقيام سد النهضة، ولكن سرعان ما عملت الأليه السياسية بالبلاد الثلاثة الي تجاوز الخلافات بعد الاتفاق الداعي الي تكوين لجنه إشرافية من البلدان الثلاثة للأشراف علي قيام السد، وكان وزراء خارجية هذه الدول قد اجتمعوا في الأيام الماضية بالخرطوم، دون أبداء أي تعليق بعد الاجتماع، وهناك تسريبات أكدت أن الاجتماع ناقش آلية تشغيل سد النهضة من دون تفاصيل.

مصر في الخط:
كلما همت دولة بقيام سد داخل أراضيها، إلا وكانت مصر حاضرة علي الخط بحجة المحافظة علي أمن مائها القومي وتظل تردد دائما بأن النيل هو شريان الحياة لمصر لذلك لا تنازل عنه، وكانت مصر قد علقت مشاركتها في اجتماعات مبادرة حوض النيل نحو خمس سنوات ، بسبب توقيع معظم دول حوض النيل علي أتفاق عنتبي الذي لا يقر بحصة مصر التاريخية، وتعتبر الاتفاقيات التي تضمنتها منتهية الأجل، كما أنها قابله للتعديل، وأن بنودها ليست منقوشة علي حجر، ويتم التوقيع اليوم في الخرطوم علي مشروع أتفاق إعلان المبادئ بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث أكدت بعض المصادر أنه قد أجتمع قبل حضوره للخرطوم بكافة أركان حربه لدراسة مشروع إعلان المبادئ دراسة متأنية في كل نواحيه وبشكل متكامل ، فضلا عن الإجراءات القانونية .

حسم الجدل:
بعد إعلان قيام سد النهضة تردد السودان في إعلان موقفه من قيامه وذلك لحساسية الموقف بين القاهرة والخرطوم ،وجاء الرد وقتها من قبل رئيس الجمهورية المشير عمر البشير بمساندة السودان لقيام سد النهضة الأثيوبي ،قائلا أن حكومته تدعم الموقف الأثيوبي في أنشاء سد النهضة،لأنها ستحظي بنصيب كبير من الكهرباء التي سينتجها السد،وأضاف (ساندنا السد لقناعه راسخة أن فيه فائدة لكل الإقليم بما فيه مصر،وسنعمل عبر اللجنة الثلاثية يدا بيد لما فيه مصلحة شعوب المنطقة).

ردود غاضبه:
إعلان السودان عن موقفه الرسمي المؤيد لسد النهضة أغضب المصريين ، مما جعلهم يقولون بأن قبول السودان لقيام سد النهضة جاء من باب المكايدة السياسية ، خاصة بعد ثورة 25 يوليو التي أقصت الأخوان من حكم مصر ،واعتبار السودان داعم لأخوان مصر،ويري المراقبون أن ردة الفعل القوية التي أبدتها القاهرة تجاه الخرطوم بعد إعلان تأييده لقيام لسد النهضة ناتج من تأثير السد علي حصة مصر في مياه النيل ،خاصة وأن مصر تخشي أن يؤثر السد وقبله أتفاق عنتبي علي اتفاقية مياه النيل التي حصلت مصر منها علي نصيب الأسد من المياه علي حساب باقي دول المنبع والمصب معا ، وذلك لأن شكل الاتفاقية سوف يعيد العدالة في تقسيم المياه وهو ما تخشاه مصر.

كرت ضغط:
الي ذلك ذهب المحلل السياسي بروفيسور حسن الساعوري في حديثه ل(الوان) بالقول أن الأصل في مصر بالسودان مبني علي موقف الأخير من مياه النيل ، فكلما كان السودان متساهل في تعامله مع مصر حول حصتها من المياه كلما تحسنت العلاقه وكلما تعنت السودان في تناول قضايا النيل كلما توترت العلاقه ،مشيرا الي أن الأمن المائي بالنسبه لمصر يعتبر مسألة حياة أو موت ، وفي ذات الأتجاه أوضح المحلل السياسي د- عمر حمد حاوي أن ما يتم غدا من توقيع لأعلان المبادئي هو مجرد أعلان سياسي لا يشمل الجوانب الفنيه للأتفاق ، تسعي من خلال مصر الي وجود ضمانات بعدم المساس بأمنها القومي ،وأشار حمد في حديثه ل (الوان) أمس بأن دور السودان هو مجرد وسيط محايد بين أديس والقاهره وسوف يستفيد من لعب هذا الدور من توضيد العلاقه مع كل من الدولتين.

عايدة سعد
صحيفة ألوان

Exit mobile version