علي كبك

ومن أرحام الوسائط الالكترونية خرجت شخصية كاريكاتورية اسمها علي (كبك).. قيل إنه فنان جديد باستايل جديد.!!
لكأن الساحة الفنية (ناقصة) وقد خرج من كل عشرة فنان.. ومن كل جامعة فصل دراسي كامل يحمل العود ويسف الصعود.!!
(علي كبك) اشتهر في أيام معدودات، فلحق (مخستك) اسمه أبيض اللون صاروا ينادونه بالشاعر أسوة بالتجاني سعيد.!!
وسيظلنا قريبا زمان فؤاد (شدة) وانتصار (تموت تخلي) ومعاوية (حفيان).!!
في مثل هذا الوقت من قبل خمسين عاما كان الناشئون من الفنانين هم زيدان إبراهيم والكابلي وصلاح بن البادية وصلاح مصطفى وغيرهم..
كانت الأغاني من شاكلة (شذا زهر ولا زهر) وجميلة ومستحيلة وملحمة أكتوبر قبل أن يظلنا زمان أغنيات السلخانة.!!
ولعل (علي كبك) هو (فزاعة) على مزرعة (الركيك)، فيبدو أن الأغنيات (الهايفة) التي استنكرها الناس لردح من الزمان كانت تجر خلفها ما أنتج (علي كبك) وصناعه من المنخنقة والمتردية.!!
لقد تحدثنا وآخرون كثيرا عن (شعراء) الغفلة من الذين أخرجوا أغنياتهم في ثوان ولحنوها في كسر من الثانية وأعطوها لمغنواتية عرفوا أن درب الشهرة صعيب إلا باختصار مخل..
أيييه يا (علي كبك).. لقد جاءت بوستراتك الكذوبة تكتسح بوسترات تضاهي أغنياتك الخيالية لمرشحين اختار بعضهم رموزا هيروغلوفية وشطحوا جميعا في وعود لن ينفذوها ويدي علي المصحف.!!
إن كانت الكذبة مرتبطة بأبريل والكوارث بمارس، فيبدو أن الكارثة الماحقة ليست هي أغنيات (علي كبك)، فمدير مدرسة الدخينات قدم الأسوأ.. وازمة الغاز أشد من أزمة (النصوص).!!
وهذا المناخ العام الذي تعيشه المنطقة (برمتها) يلد كل هذه المتشابكات ويتناسل في ليله كل غريب.!!
والشباب محاصرون بالأغنيات الكبكية لرجل يريد أن يشتهر.. والمخدرات لمجموعة تريد أن تغتني.. والتشدد لمجموعات ترفع كلها الرايات وراية الحق واحدة وجلية.
ففي حين ينتظر البعض زواجا من لاجئة سورية، يسمع بأن فتيات سودانيات قد ذهبن لسوريا للانضمام لـ(داعش).!!
فهل من الترف أن يتحدث الناس عن ظهور فنان بغض النظر عن حقيقته أم أنه القرف.!؟
والقرف بلغ من الشعب السوداني مرحلة (مش طايق نفسي) كما يقول المصريون..
ومع ذلك يبقى النظر إلى نشرات الأخبار مما يعيد الناس إلى الرضاء.. فليغن (علي كبك) في المسرح القومي حتى.. وليظهر ويبان عليه الأمان.. على الأقل لن يمكث خمس سنوات أخرى كالنواب الذين سيقابلون بعضهم في البرلمان الجديد كما يتقابل الطلاب بعد الإجازة.. لن ينقص منهم إلا واحد أو اثنين.!!

Exit mobile version