أنا ضد الغياب من المؤتمر التحضيري

أختلف مع الرأي الذي يؤيد موقف المؤتمر الوطني الذي أفصح عنه د. مصطفى عثمان إسماعيل في المؤتمر الصحفي الذي عقده مؤخرا!، نعم … كل الحيثيات التي سردها ممتازة و متماسكة ﻷن الدعوة التي جاءت عبر عضو الآلية عبدول أقل ما يقال عنها إنها “ملغومة”، و لكنني كنت أفضل أن يصدر تكليف فوري ومباشر لأحد الشخصيات ” الناشفة اليابسة!” التي ما زال حوش المؤتمر الوطني يفيض بها .. وكفاية من مصطفى عثمان و غندور …إلى حين وجود جدية من الطرف الآخر!
وجود مثل هذه الشخصية بدون تفويض لأي عرض جديد سوى ترديد الرغبة في استمرار الحوار أمر مفيد للغاية .. أيضا هنالك صفقات فردية تحدث في هذه الأجواء … غالبا في اللقائات الثنائية والجانبية .. أيضا من السيء جدا وجود معظم الأطراف أمام الإعلام وغياب المؤتمر الوطني الذي لو حسبها مجرد فرصة للتسويق للانتخابات فإنه كان سيستفيد.
قد يقال إن مجرد وجود هذه الشخصية يمنح شرعية للمؤتمر الذي لن يناقش شيئا سوى تأجيل الانتخابات … وسيكون ممثل المؤتمر الوطني محاصرا بهذا الطلب فقط لا غير .. ولكن هذا الوضع أو الحصار يحدث إذا كانت الشخصية التي ترأس الوفد ضعيفة القدرات أو قليلة الحيلة … على سبيل المثال هنالك شخصيات قادرة على التشدد في مواضع و المرونة في أخرى .. وقادرة على حجز حيز إعلامي وعدم الاستسلام لأي حصار. أيضا .. عدم السخاء بالبروف غندور و د. مصطفى قليلا سيبعث رسالة بأن لدينا أكثر من منهج .. ولكل مقام مقال، وعندها سيعرف الجميع قيمة وجود هذه الشخصيات المتفهمة و الماهرة في إيجاد وصناعة نقاط التوافق.
لو حسبها اامؤتمر الوطني تدريب للكوادر الشابة ربما كان أفضل من المقاطعة، إذ يمكن إرسال شاب ثلاثيني ذي لسان جيد و مقدرة على المخارجة من المواقف الصعبة .. سيصقل هذا شخصيته و سيبعث رسالة بأن هنالك كوادر متجددة و دماء شابة! يمكن لهذا الشاب أن يأتي برسالة واحدة … الناخب الذي يمتلك حق التصويت ولو كان شاب دخل الثامنة عشر هذا العام لديه حق بالدستور و الوثائق الدولية لحقوق الإنسان .. لديه حق أن يدخل لغرفة التصويت السري و يكتب ما يشاء على الورقة … او يرميها فارغة .. من الذي يستطيع أن يجرده من حقه ويجبره على تأجيله حتى توافق الأحزاب؟ و ما الذي يضمن أن توافق كلها؟ وما الذي يضمن أنها ترغب قيام إنتخابات من الأساس في ظل هذا النظام ولو كانت قمة في الطهر والعفاف؟ من المعلوم جدا أن الحركة الشعبية و الحزب الشيوعي تحديدا من المستحيل ان يوافقا على منح هذا النظام أي حسنة أو فضيلة أخلاقية بأن إنتخابات حرة ونزيهة قامت في عهده … هنالك مرارات آيدولوجية تدفعهم للحرص على ربط الإسلاميين بالبؤس و الرعب و الشقاء … وكل ما هو سيء وقبيح .. ويجب ألا يستقر السودان في عهدهم أبدا حتى لا يحسب هذا لصالحهم .. و لذلك لا مرحبا بأي تسوية سلمية مع وجودهم .. حتى ولو كانت تجلب الرخاء والاستقرار للشعب السوداني.
في هذا السياق … غياب المؤتمر الوطني غير محبذ بتاتا… اي غياب ولو عن معرض زهور أو تسلق جبال غير مفيد والله أعلم.

Exit mobile version