د. ناهد قرناص: الرجل السوداني يسعد بان يمدح بانه (الاسد النتر )

اخدعني وتفنن
مدخل 1: قيل ان الرجل السوداني يسعد بان يمدح بانه (الاسد النتر ) والدود ..وتمساح الدميرة الما بكتلوا سلاح ..لكنه يستشيط غضبا ان قلت له (يا حيوان ) ..اما المراة السودانية ..اكثر ما يفرحها ان تلقب بعصفورة ..والبلوم في فرعه غنى …وبلابل الدوح …ولكن كدي قول ليها يا (طيرة ) …عينك ما تشوف الا النور
مدخل 2:
اغنية المسلسل الكرتوني (سمبا) التي كان يرددها الاطفال ..تقول كلماتها:
هل شاهدتم ذئبا في البراري يقتل اخاه؟
هل شاهدتم كلبا عض يدا ترعاه؟
هل شاهدتم فيلا ..ينكر حقا ..يفشي سرا ..يمشي مغرورا باداه؟
وانا بدوري أسالكم هل شاهدتم حيوانا يفعل هذه الاشياء ؟؟ هل شاهدتم حيوانا يغش او يسرق او يخدع بني جنسه؟؟ الذي نفعله هي تصرفات انسانية بحتة ولا دخل لعالم الحيوان او الجن او حتى عالم الشياطين بها. خير مثال لما اتحدث عنه هو المدرسة الوهمية التي خدعت مجموعة من التلاميذ واهلهم ..واستلم القائمون على امرها رسوم الامتحانات وخططوا لعمل امتحانات وهمية يوزعونها على الطلاب .. ويذهبون الى بيوتهم قريري العين ولا تهتز ضمائرهم لحظة لما فعلوه ؟؟؟ ..اعتقد ان كبير الابالسة في تلك اللحظة دعا الى اجتماع طارئ ..سخر فيه من مجموعة الشياطين وصفعهم على وجوههم ..وقال لهم (اتعلموا من البني ادمين).
فكرة فعلا جهنمية والغريب ان بعضهم لا تظهر عبقريتهم الا في الشر ..التخطيط والترتيب وطبع امتحانات زائفة وتوزيع ارقام جلوس وهمية ..الم يكن من الاسهل تسجيل المدرسة في الوزارة وبس خلاص؟؟ . الحقيقة قد اعياني التفكير واتعب لمبة عبقرينو… ..ماهي النهاية المناسبة لسيناريو المدرسة الوهمية؟؟ …ما الذي كان يدور في اذهان القائمين على امرها ؟؟ ان يستمر الخداع وتمر فترة الامتحانات الوهمية بسلاسة ولا يكتشف امرهم احد.؟؟ طيب وعند النتيجة ..هل سيتم ايضا تزوير النتيجة ؟؟ ما هي الخطة الكاملة بالضبط؟؟ اعتقد انه من الأفضل ان يزود هذا الطاقم العبقري باوراق واقلام ليكتبوا لنا سيناريو لفيلم من المؤكد انه سيفوز بجوائز عالمية .. فيلم بعنوان (اخدعني وتفنن).
ويمكن للفيلم ان يستوعب ايضا قصص كثيرة من خداع البني ادمين مثل تلك الوكالة التي خدعت مواطنين واخذت منهم مبالغ مقابل ان توفر لهم فرص للسفر ..وبدأت المماطلة والتسويف ..وعندما اشتكى احدهم …ذهبوا الى مقر الوكالة ولم يجدوها …كدا (فص ملح وداب)…وخذ معك ايضا في السيناريو ..تلك الشركة الطبية التي تزور تاريخ الصلاحية للادوية ..فتضيف عامين على التاريخ الاصلي ..وبالتالي يمكن ان يموت احدهم …وعادي ما يموت ..ما أصلو الناس كتير بتموت ..تعددت الاسباب والموت واحد. سيناريو الفيلم يا أصدقاء سيحتمل الكثير من قصص الفساد الذي استشرى كما النار في الهشيم ..وستكتشف انك لا زلت تمتلك القدرة على الاندهاش من الافكار المبتكرة لقصص الخداع الانساني الممعنة في الذكاء الشرير …ولكن الشئ الذي يثير الضحك وكان الحافز الاساسي لهذا المقال هو اننا نطلق على القيم السامية كالصدق والشهامة والاخلاص والوفاء بالوعد .. اسم (القيم الانسانية)….فتأمل ….ووووصباحكم خير .

د. ناهد قرناص

Exit mobile version