السعودية ترفض أي حوار مع إيران إذا لم توقف تدخلها في اليمن وطهران تردّ بإرسال سفن حربية إلى خليج عدن

واصل تحالف دول «عاصفة الحزم «عملياته العسكرية بقيادة السعودية أمس في اليمن، حيث تابعت طائرات التحالف لاسيما السعودية منها غاراتها داخل الأراضي اليمنية ضد أي تجمعات او معسكرات او مخازن أسلحة لقوات الحوثيين وأنصارهم من قوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح. وذكرت مصادر يمنية ذات صلة أن السعودية والسلطات الشرعية اليمنية تركز حاليا على العمليات الاستخباراتية داخل الأراضي اليمنية لتنظيم القدرات العسكرية التي سيكون لها الدور الرئيسي في العمليات البرية المرتقبة، بالإضافة الى الاستمرار في تدمير القدرات العسكريه والتسليحية لقوات تحالف الحوثيين – صالح وملاحقة أي تحركات لوحداتهم او مجموعاتهم.
وتركز العمليات الاستخبارية حاليا على إحداث انشقاقات بين القادة العسكريين الموالين للرئيس اليمني المخلوع للالتحاق بالقوات الشرعية للرئيس عبدربه هادي وتنظيم وتدريب قوات القبائل التي سيكون لها دور كبير في العمليات العسكرية البرية التي ستطرد الحوثيين من عدن وبقية المدن والمحافظات اليمنية، وفي الوقت نفسه بدأت إيران نشاطا سياسيا ودبلوماسيا مكثفا لإنقاذ حلفائها في اليمن من الهزيمة التي ستلحق بهم، حيث تصاعد حديثها عن حل سياسي يقوم على الحوار للمسألة اليمنية. ولاحظ مراقبون أن إيران تسعى أولا لوقف العمليات العسكرية لـ»عاصفة الحزم» ضد الحوثيين. وقد طرح الرئيس الإيراني على ضيفه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال محادثاتهما أول أمس في طهران مبادرة لتسوية الأزمة اليمنية تتضمّن وقفاً للنار وإيجاد أجواء تتيح إجراء حوار يمني- يمني لإعادة الأمن والاستقرار، والتوصل الى تسوية ترضي جميع أطراف النزاع.
الرئيس التركي أبلغ المسؤولين الإيرانيين بالموقف السعودي الذي كان قد نقله إليه ولي ولي العهد ووزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف في زيارة الأخير لأنقرة يوم الاثنين الماضي، وقبل ساعات من زيارة الرئيس أردوغان لطهران، وهو موقف «متشدد» يرفض أي حوار مع إيران قبل وقف دعمها ومساندتها العسكرية والسياسية للحوثيين وحليفهم الرئيس اليمني السابق، ويؤكد أن أي حوار يمني – يمني يجب ان يتم بعد أن ينسحب الحوثيون من صنعاء وبقية المدن اليمنية وتسليم معسكرات الجيش ومقار الحكومة للنظام الشرعي، وأن يتم الحوار تحت رعاية الرئيس الشرعي لليمن ووفق أسس المبادرة الخليجية.ورغم أن الرئيس أردوغان وعد بأن ينقل للرياض الموقف الإيراني وأفكارهم بشأن وقف إطلاق النار وتحقيق تسوية سياسية، إلا أن الإيرانيين لمسوا أن الرياض سترفض مثل هذه الأفكار، لذا يبدو أنهم لجأوا لسلطنة عمان من أجل دفعها للتوسط حيث قام وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بزيارة سريعة إلى مسقط يوم أمس التقاه خلالها السلطان قابوس بن سعيد. وأشارت مصادر إعلامية إيرانية أن إيران ترغب في وساطة سلطنة عمان لوقف الضربات الجوية للحوثيين في اليمن، على أساس أن طهران ترى ضرورة حلّ الصراع بين الأطراف اليمنية عبر الحوار، تتهمها دول أخرى باستخدام الصراع غطاء لتوسيع نفوذها الإقليمي. ولا تشارك سلطنة عمان في عملية عاصفة الحزم التي يشنها تحالف بقيادة السعودية على الحوثيين المدعومين من إيران. ولم يعلم ماهو موقف مسقط من الطلب الإيراني للتوسط لدى السعودية، وإن كان يعتقد أن عمان ما زالت ترى أنه من المبكر الحديث عن وساطة الآن في الحرب الدائرة في اليمن لاسيما أن الموقف السعودي وموقف السلطة اليمنية الشرعية ما زال يطالب بسحب الحوثيين من صنعاء وإعادة الشرعية لها. وأوضحت مصادر سعودية أن الرياض لم يعد لديها أي ثقة في طهران حتى تقبل بأي وساطة معها وأنه إذا أرادت طهران الحوار بشأن اليمن فعليها أن تبدي حسن نواياها بوقف تأييدها العسكري والسياسي للحوثيين، وترى الرياض أن حديث طهران عن مبادرة لوقف النار وإيجاد تسوية ترضي جميع الأطراف هي مناورات سياسية لوقف الضغط العسكري على حلفائهم الحوثيين ومنع هزيمتهم.
إلى ذلك (وكالات) أعلن قائد قوات البحرية الإيرانية الأدميرال حبيب الله سياري عن إرسال إيران للأسطول 34 إلى خليج عدن وباب المندب، وذلك في حديث لقناة رسمية إيرانية صباح أمس الأربعاء.
وأكد سياري أنَّ الأسطول يتألف من سفينة «بوشهر» للدعم اللوجستي ومدمرة «البورز»، مبيناً أنَّ الهدف من توجه الأسطول – الذي ستستمر مهمته مدة 3 أشهر – هو حماية السفن الإيرانية في طرق الملاحة البحرية في المياه الدولية.
ونفى الأدميرال الإيراني أن تكون مهام الأسطول متعلقة بتطورات الأحداث في اليمن، قائلاً: «إنَّ القوات البحرية الإيرانية تؤدي مهامها في المياه الدولية وفق القوانين الدولية، لمكافحة القرصنة وتأمين طرق الملاحة البحرية».
وكثفت الولايات المتحدة دورها في العملية الجوية التي تقودها السعودية في اليمن أمس الأربعاء.
وقال انطوني بلينكين مساعد وزير الخارجية الأمريكي إن واشنطن كثفت شحناتها من الأسلحة وتبادل المعلومات الاستخباراتية لدعم التحالف بقيادة السعودية.
وقال للصحافيين في الرياض في ساعة متأخرة الثلاثاء إن «السعودية تبعث برسالة قوية إلى الحوثيين وحلفائهم أنه ليس باستطاعتهم السيطرة على اليمن بالقوة».
وأضاف بعد محادثات مع وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان وعدد من المسؤولين السعوديين «دعما لهذه الجهود فقد قمنا بتسريع شحنات الأسلحة».
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية إن واشنطن تقوم بشكل رئيسي بإرسال قنابل موجهة.
وقصفت طائرات التحالف مواقع للمتمردين في مطار عدن الدولي وقاعدة العند العسكرية الكبيرة الواقعة إلى الشمال منه، بحسب مصدر عسكري آخر.
وأظهر تسجيل فيديو قدمته جماعة الحوثي أن غارات جوية يشنها تحالف تقوده السعودية على محافظة صعدة معقل الحوثيين في شمال اليمن ألحق أضرارا بمنشأة لتخزين الغاز ومنشأة اتصالات.
وتظهر اللقطات حفرة كبيرة ومبنى مدمرا ووحدة صناعية مدمرة بدرجة كبيرة.
واستقبل المدير العام للشؤون الإقليمية في الخارجية الباكستانية، سجاد حيدر، في مطار إسلام أباد الدولي وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الذي وصل أمس إلى باكستان في زيارة تستغرق يومين.
وأكد ظريف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الباكستاني، سرتاج عزيز، أن الحل الوحيد للأزمة في اليمن هو البدء الفوري للمباحثات اليمنية اليمنية دون التدخل الخارجي الذي يفضي لتشكيل حكومة تشمل جميع الأطراف المتنازعة، وطالب بالوقف العاجل لإطلاق النار.
والتقى وزير خارجية قطر، خالد بن محمد العطية، أمس الأربعاء، نظيره اليمني رياض ياسين، والوفد المرافق له الذي يزور الدوحة حاليا.
وقالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية إنه جرى خلال اللقاء بحث آخر التطورات في اليمن، دون أن تذكر مزيدا من التفاصيل حول اللقاء.
وقال مسؤول إيراني كبير، أمس الأربعاء، إن إيران ترى أنه يجب على الفصائل اليمنية تشكيل حكومة وحدة وطنية لحل الأزمة هناك وإنها تعمل للمساعدة في تحقيق ذلك.
وأكد مرتضى سرمدي نائب وزير الخارجية الإيراني دعوة إيران لوقف فوري للحملة العسكرية التي بدأت قبل أسبوعين وتقودها السعودية ضد المقاتلين الحوثيين الذين سيطروا على كثير من أراضي اليمن وأجبروا الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي تدعمه السعودية على الفرار.

القدس العربي

Exit mobile version