دفء الأرض

يدثرني وجودك الحافل على سطح البسيطة الممتدة مد البصر. تؤتي أرضك خراجها لأجل عينيّ منّا وسلوى، أستشعر دفء أمي ورائحة الصندل التي تفوح من أعطافها كلما غمرني حضنك الحاني!

ترى.. أي رابط أزلي ذلكم الذي يجمع بينك وبين رحمة أمي ودفء الأرض؟!.. وأي سر إلهي جئت تحمله لي وأنت تنتصب سامقا ببوابات أحلامي تزاور عنك شمس الفشل وتتراءى لي ظلال أمانك من بين كوة الضوء المنسرب خلسة داخل حياتي؟!

أيها الرجل الذي جاء عنوانا لعدالة السماء.. أي ظلم حاق بالبشرية جمعاء حين احتكرت نفسك لي وحدي؟.. وكم كان الله يحبني بلا حدود حين اختصني دون العالمين بأبنوسك!!

تعج أرضك بالنفائس.. ولا تحتاج لعسر التنقيب إذ أن خيراتك تطفو على سطح التفاصيل فيلمح الناظر طيبتك وكرمك ومروءتك بالعين المجردة دون عناء.. ويستشعر فورا دفء تلك الأرض الغنية والحبلى بالخيرات الوفيرة التي لن تنضب بإذن الله.

لم تعد ثمة ضرورة لأحاديث الذهب الأسود والأبيض والمعادن والزرع الأخضر.. إذ أن الأرض تصبح أغنى حالما وطأتها قدماك، وفي كل خطوة تخطوها ثمة عشب وأقحوان ينموان على الدرب.. يتابعان خطواتك.. ويزهران أينما حللت.

لقد أصبحت السوانح متاحة لنبذ الدول الاقتصادية العظمى، فقط نحتاج أن نستثمر وقع خطاك على الدروب. نقتفي أثرك لنجمع الثروات المتبعثرة ونوظفها لصالح الناس والحياة.

إن الأرض مولعة بك، لذلك تحبل من مجرد وقع خطواتك عليها وكأنك تداعب أنوثتها الصاخبة فيورق العطاء تحت الطبقات، وتعتمر المساحات قبعات الياسمين!

فشكرا لله إذ جعلك تجيء تماما بحجم البرد القارس الذي ينخر عظامي فتلفه تحت جناحيك وتحيله دفئا وحياة فتنشر الأزهار على مد الأبصار ويضوع عطرها فيطرب الخياشيم ويربت على الأرواح.

وشكرا لك على حبك الكبير النادر ومودتك الخالصة وصداقتك المخلصة وولائك المطلق واهتمامك العظيم.

شكرا لأنك تحيل الليالي نهارات.. وتزرع البيادر بالحب والسعادة.. فترقص الأرض طربا ويربو خراجها الميمون.

تلويح:

وتظل أنت.. دفء الأرض.. ورحمة السماء.

Exit mobile version