صفر كبير !! منع نشره

*عند ولوجنا ثانوية حلفا فرحنا حين علمنا أن من بين مواد الدراسة اللغة الفرنسية..
*وهو فرح لم يكن يقل عن فرحتنا بالفلسفة والفنون وعلم النفس..
*ولا أدري إن كان جيل اليوم يحظى بالمواد هذه أم حُرم منها ..
*وأحببنا أستاذ الفرنساوي الشاب (الفرانكفوني) الأنيق..
*فقد كان اسلوبه في التدريس غاية في السلاسة..
*وأحرز كاتب هذه السطور النمرة الكاملة – إلا قليلا – في اللغة الفرنسية..
*ثم نُقل الأستاذ الظريف وجيء بآخر يشبه الفيلسوف الفرنسي (فولتير)..
*ولم استسغ طريقته الجامدة في التدريس وطفقت أعقد مقارنة (علنية) بينه وبين الأول..
*وفوجئت عند امتحان نهاية العام الثاني بـ(صفر كبير) في الفرنساوي..
*وحين ذهب بعض زملائي إلى فولتير مستفسرين رد عليهم بجلافة (خلي فلان ينفعه!)..
*وفلان هذا هو سلفه الذي كنت أتحيز له..
*والآن يحدث في دنقلا شيء مشابه لذلك حسبما نقل لي مواطنون هناك..
*فقد كثرت – عقب ظهور نتيجة الانتخابات – عبارة (خلي برطم ينفعك!)..
*وبرطم هذا هو المرشح المستقل الذي فاز هناك على مرشح الوطني..
*وأحد الأسباب القوية لفوز برطم اختياره لزميلنا الطاهر ساتي مستشاراً إعلامياً له..
*والطاهر – بالمناسبة – أحد الكوادر الصحفية المهمة التي فقدها المؤتمر الوطني..
*فالوطني خسر – بـ(ذكاء!!) يُحسد عليه – كلاً من ساتي والنور والباز وخالد التجاني..
*وكاد أن يخسر حسين خوجلي بـ(إصرار عجيب!)..
*ومن قبل خسر شهيد الصحافة – وصاحب القلم المؤثر – محمد طه محمد أحمد..
*فالأقلام (الباهتة) لا تنفع الإنقاذ وإن أجادت عبارات المدح والثناء و(التطبيل!)..
*بمثلما لن ينفعها مناصرو مرشحها بلال- بدنقلا – إن هي لم تتدخل قبل فوات الأوان..
*تتدخل لنزع فتيل عبارة (خلي برطم ينفعكم!)..
*فالدقيق ليس سلعة خاصة بمنسوبي الوطني يوزعها أنصار بلال حسب (أمزجتهم)..
*ولم نسمع بشيء مثل هذا خلال المنافسات الانتخابية في عهود ما قبل الإنقاذ..
*لم نسمع بأن أنصار المرشح الاتحادي (الساقط) مثلاً – من التجار – أمسكوا سلعهم عن أتباع (الفائز) ..
*أو أن أنصار حزب الأمة أضمروا حقداً تجاه مواطني دائرة ما أسقطوا مرشحهم..
*أو أن الشيوعيين قالوا لمواطني منطقة ما – لم يفوزوا فيها – (خلوا فلان ينفعكم!)..
*وإلى أن يثوب مناصرو بلال إلى رشدهم فإن جهداً إضافياً ينتظر صديقنا ساتي..
*فعليه إقناع (برطم) بالإكثار من الصفائح والجوالات و(البرطمانات!)..
*وإلا فإن النتيجة – رغم النجاح – ستكون (صفراً !!).

Exit mobile version