عودة التوتر بين الخرطوم وجوبا يهدد مساعي إيقاد للسلام

عادت الاتهامات سجالاً بين السودان وجنوب السودان، وسط توتر حدودي ينذر بتداعيات خطيرة حال تطور الأحداث وانتقالها إلى مربع أكثر سخونة، حسب مصادر ترى في تبادل الاتهامات مقدمة لانتكاسة فترة هدوء سادت خلال الفترة الماضية.

وتشير تقارير صحفية إلى أن رد جوبا على اتهامات الخرطوم بدعم المتمردين، جاء بعيداً عن محور الاتهام وذهب إلى غزو السودان للجنوب، في وقت تستعد فيه قوى إقليمية بمساعٍ مبتكرة لتحقيق السلام في جنوب السودان بمشاركة دول ذات ثقل ديبلوماسي كبير من بينها بريطانيا والصين والولايات المتحدة.
وتؤكد التقارير، أن التهديدات المتبادلة بين السودان وجنوب السودان ستغرق تلك المساعي في بركة مماطلة برع فيها الخصمان الجنوبيان سلفاكير ميارديت ورياك مشار، الأول رئيس الحكومة والثاني نائبه السابق الذي يقود المتمردين حالياً، وهو الطرف الذي أقحمه مسؤول جنوبي في رده على اتهامات الخرطوم لجوبا بإيواء المتمردين وقياداتهم ودعمهم وتدريبهم واختراق الحدود.

تأثير أمني
” ماكوي ينفي وجود حركات متمردة مناهضة للخرطوم في جوبا، ويقول إن تلك الاتهامات تمهيد سياسي لغزو الجنوب لمصلحة مشار، وإعادة توحيد الدولتين، في حال وصول الأخير إلى الحكم في جوبا ” ويقول وزير الإعلام الجنوبي مايكل ماكوي، وهو ينفي وجود أي حركات متمردة مناهضة للخرطوم في جوبا، إن تلك الاتهامات تمهيد سياسي لغزو الجنوب لمصلحة مشار، ويشير إلى ما أسماه اتفاق بين الخرطوم ومشار على إعادة توحيد الدولتين، في حال وصول الأخير إلى الحكم في جوبا.

في الأثناء، تكشف الخرطوم، عن أن المعارك التي انتصر فيها الجيش بجنوب دارفور، لها تأثيرها على العلاقات الأمنية وغيرها بين السودان ودولة الجنوب، باعتبار أن الأخيرة دعمت هذا التمرد.

ويقول المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، العقيد الصوارمي خالد سعد، إن دولة الجنوب خرقت الاتفاقيات مع السودان، بإيوائها للمتمردين ليس العدل والمساواة فقط، بل امتد الدعم ليشمل حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي.
حلول مبتكرة ” كبير المفاوضين: “إيقاد” ستفكر بطريقة مختلفة ومبتكرة لحل النزاع، و90 في المئة من الخلافات بين طرفي النزاع حُلَّت، لكن بعض القضايا لا تزال تحول دون التوصل إلى اتفاق نهائي ”
ويضيف “إن بعض القادة المنضوين تحت حركات متمردة، موجودون في مدينة جوبا، ونحن نتابع بكل دقة الأوضاع على الحدود، وأجهزتنا الأمنية تمدنا بالمعلومات التي تضمن أن السودان لن يؤتى على حين غرة”.

ومع ارتفاع وتيرة التوتر بين الدولتين الجارتين، كشفت تقارير عن مساعٍ تقودها الهيئة الحكومية لتنمية شرق أفريقيا (إيقاد) لابتداع طرق مختلفة ومبتكرة لحل النزاع الجنوبي الجنوبي.

ويقول كبير مفاوضي إيقاد سيوم مسفين، إن القوى الإقليمية ستطلق قريباً مساعي جديدة للسلام في جنوب السودان، بعد تعثر المحادثات لأكثر من سنة.

ويضيف مسفين أن “إيقاد” ستفكر بطريقة مختلفة ومبتكرة لحل النزاع، ويوضح أن 90 في المئة من الخلافات بين طرفي النزاع حُلَّت، لكن بعض القضايا لا تزال تحول دون التوصل إلى اتفاق نهائي.

ويخشى مراقبون أن تهزم مساعي إيقاد تعثر الاتفاقيات الأمنية بين السودان وجنوب السودان، والاتهامات المتبادلة بإيواء المتمردين واختراقات الحدود، وأن تجد أطراف النزاع في جنوب السودان، في تلك التطورات فرصة لتأخير مساعي الوصول إلى اتفاق سلام دائم بينهما.

شبكة الشروق

Exit mobile version