إختراق الأجواء السودانية

شائعات تحفزها سوابق الإستهداف الإسرائيلي للسودان.!

خرجت الساحة السياسية السودانية من مخاض عسير وتخطت بسلام مرحلة الإنتخابات وعلى ما يبدو أن بروز عامل الإنتخابات كمتغير حاسم في المعادلة السياسية أفرز تأثيرًا سالبًا على مسار مبادرة الحوار الوطني في ظل مُضيِّ الحكومة في الإنتخابات وسط إعتراض المجتمع الدولي ووعود رسمية بعدم الإعتراف بنتائج الإنتخابات بالسودان ومساندة من الدول العربية والأفريقية وتحديات داخلية أفرزتها قوى المعارضة بمناهضة خيار العملية الإنتخابية أعقبها إنتصار الجيش السوداني على حركة العدل والمساواه تزامنًا مع إعلان نتيجة الإنتخابات ..وعلى ما يبدو بأن مشاركة السودان بعاصفة الحزم الأخيرة والتحول عن التحالف الإيراني إلى المحيط العربي أحدثت تحولات كبيرة بالساحة السياسية والعسكرية بصفة خاصة، برز من خلالها للمحيط العربي والمجتمع الدولي مقدرات الجيش السوداني على الأرض وخبرته الجوية والعسكرية.
التحولات المتسارعة بالساحة السياسية السودانية جعلتها أرضًا خصبة للإشاعات ما بين الحين والآخر وتناقلت وسائل التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام العربية إتهامات لسلاح الجو (الإسرائيلي) بشن غارة جوية على السودان أمس الأول، ونسبت إلى مصادر عسكرية قالت إنها (موثوقة)، أن مدينة أم درمان تعرضت لغارة جوية، على خلفية سماع أصداء أصوات إنفجارات على نطاق واسع في المنطقة غربي أم درمان والحلفايا.. مما يقود لفتح الباب لعديد من التساؤلات حول ما يدور بالأجواء السودانية.. خاصة وأن الأجواء السودانية قد شهدت إختراقات سابقة آخرها الإعتداء على مصنع اليرموك.

معلومات جديدة
وكشفت مصادر مطلعة لـ(السياسي) عن تفاصيل جديدة حول إختراق أجسام غريبة الأجواء السودانية وأكدت المصادر بأن طائرة بدون طيار إخترقت الأجواء السودانية وتم العثور على الأجسام بمدينة الواحة بأم درمان شمال مدينة النيل وجنوب الحتانة وأكدت المصادر بأن التحريات أثبتت بأن الهدف طائرة بدون طيار وتعاملت معها كتيبة الدفاع الجوي الميداني بإسقاطها، وقال بإن التحريات لا زالت جارية للتعرف على المصدر.

معلومات رسمية
وحسب المعلومات الرسمية المتوفرة أكدت القوات المسلحة أن مضادات الدفاع الجوي بمنطقة وادي سيدنا العسكرية، تصدت في وقت متأخر من مساء أمس الأول لهدف ضوئي، الأمر الذي يؤكد يقظتها وإستعدادها للتصدي لأي هدف معادٍ وقال الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد بأن التحقيقات لا زالت جارية.. وبث الصوارمي تطمينات واسعة للمواطنين بأن الأوضاع تحت السيطرة ونفى ما تردد عن محاولة إنقلابية وإشتباكات عسكرية أو هجوم خارجي.
وكانت وسائل التواصل الإجتماعي قد تداولت أمس الأول معلومات متضاربة حول هجوم وإشتباكات على خلفية أصوات إنفجارات سمع دويها أمس الأول غربي أم درمان، فيما سارعت وسائل إعلام عربية بإتهام سلاح الجو (الإسرائيلي) بشن غارة جوية في السودان، ونسبت إلى مصادر عسكرية قالت إنها (موثوقة)، أن مدينة أم درمان تعرضت لغارة جوية.

شهود عيان
وقال شهود عيان بمنطقة أم درمان إن دوي الإنفجارات تكرر بصورة قوية لمرتين، وأشار أحدهم إلى إنشطار جسم مضيء في السماء وسماع صوت عالٍ، وإن أفراداً من الدفاع الجوي تعاملوا مع أهداف يظن أنها طائرة مقاتلة بمنطقة وادي سيدنا في أم درمان، كما لفتت إلى توجه عدد من المسئولين في القوات المسلحة لمكان الحدث، مؤكدة أن الهدف الذي تم تدميره لم يتم تحديده للآن.. وقال الخبير الأمني عميد معاش حسن بيومي لـ(السياسي) أمس بأن إسرائيل هي المتهم الأول وراء الإختراق الأخير وإعتبر الخطوة محاولة لهزيمة الجيش السوداني معنوياً كرد فعل على الإنتصار الأخير للقوات المسلحة بمعركة تلس ووصف الأمر بصراع المخابرات.. مشيراً إلى أن إسرائيل لا تقبل الهزيمة، وفيما إعتبر الخطوة إستهدافاً ومحاولة لترويع المواطن ووصف وصولها للعمود الفقري للبلاد وهو العاصمة القومية بالأمر الخطير ورسالة واضحة لمحاولة إستهداف الأمن القومي والمواقع الإستراتيجية شمال أم درمان، وحذر بيومي من عودة فلول العدل والمساواة الفارين من المعركة وتوقع بأن تعود لترتيب أوضاعها من حديد.

لماذا إسرائيل؟
يرى مراقبون أن الأجواء السودانية بشكل عام باتت محفزاً قوياً لرفد وسائل التواصل الإجتماعي وعدد من الميديا المحلية والإقليمية بالشائعات المستقاة من نوعية الحالة السودانية بشكل عام.
في الوقت الذي تتابع فيه الأوساط المحلية والإقليمية والدولية مخاضاً عسيراً لدورة حكومية جديدة عبر تجديد شرعيتها من خلال العملية الإنتخابية التي قاطعتها قوى المعارضة السودانية ولم تعترف بها دول الإتحاد الأوروبي والترويكا، وفي الوقت الذي شهدت فيه كل بعثات المراقبة الدولية بنزاهة الإنتخابات ونجاحها، كانت الحركات المتمردة توعدت الحكومة بتصعيد حملات عسكرية بغرض إعاقة العملية الإنتخابية، إلا أن القوات الحكومية تعاملت بجدية مع تهديدات الحركات المتمردة ولم تدع لها ثغرة تعبر من خلالها للمدن المستهدفة.
كل هذه الأجواء ساهمت في أن يتجه الناس ومن خلفهم الإعلام الخارجي على تصوير الأحداث الصغيرة والكبيرة على نحو كارثي وكأن السودان أضحى دولة مستهدفة في أمنها وإستقرارها.
أما إرتباط دولة إسرائيل بكل عملية يتم تصويرها في إتجاه تفسير حالة إختراق جوي للسودان، فهو بحسب مراقبون ناشئ من وجود سوابق كانت حصرياً بإسم إسرائيل، مثل حادثة مصنع اليرموك، وحادثة بورتسودان، ولذلك كلما إتجه الناس لتفسير ظاهرة إنفجارات أو ظهور أجسام ضوئية متحركة ظن الناس أن إسرائيل هي ما وراء هذه الظاهرة.

تقرير: ميادة صلاح
صحيفة السياسي

Exit mobile version