د. جاسم المطوع : (6) أفكار ذكية لامتلاك قلب المرأة!

وصلتني رسائل كثيرة بعد كتابة مقالنا السابق حول الأفكار الست الذكية لامتلاك قلب الرجل، تطلب هذه الرسائل (6) أفكار ذكية لامتلاك قلب المرأة، فحرصت على أن أكتبها لنكون قد ساوينا بين الجنسين في مقالين متماثلين، ومما شجعني أكثر الكتابة في هذا الموضوع ما رأيته من نتائج إيجابية وصلتني من النساء اللواتي عملن بالأفكار الست التي كتبتها في المقال السابق، واليوم نريد من الرجال كذلك العمل بهذه الأفكار ليملكوا قلوب زوجاتهم، وهي على النحو التالي:

أولا- كن مستمعا جيدا: الكلام بالنسبة للمرأة مسألة مهمة، فهي تحب الكلام لأن الكلام يحرك عاطفتها وخيالها ويشعرها بالراحة، فإذا وجدت الشخص الذي يسمعها ويتفاعل مع حديثها، وإن لم يكن مؤيدا لما تقول، فإن هذا يسعدها، وإذا شاركها من يستمع إليها بالحديث وتحمس لموضوعها فإن ذلك غاية ما تتمناه، ولو كان مع الاستماع النظرة الحانية واللمسة الخاطفة، فإن ذلك أكثر ما يأسر المرأة.

ثانيا- المفاجأة والتغيير: المفاجآت في عالم المرأة لها تأثير كبير، وخاصة إذا كانت هذه المفاجأة هدية تقدم لها بمناسبة يوم ميلادها، أو يوم زواجها، أو بمناسبة مرور عشر سنوات على زواجها، أو عند ولادتها، أو بمناسبة نجاح أولادها في الدراسة التي كانت هي السبب في تعليمهم، فالمفاجأة تراها المرأة نوعا من الاهتمام والتقدير لها، وتراها كذلك دليل حب، لأن الرجل الذي يفاجئ زوجته بهدية أو سفرة أو عزيمة لمكان مساج جسدي، تفهمه المرأة أنه يفكر فيها ويحبها، وهذا يعني أنها رقم واحد في حياته، وعندها يتحقق امتلاك قلبها.

ثالثا- يشعرها بأهميتها: ولعل هذا أكثر ما تحتاج إليه المرأة لتشعر دائما بأنها الحبيبة والمقربة، فتكرر السؤال عليه “هل أنت تحبني؟ أو هل اشتقت إلي؟ أو هل افتقدتني؟” لأنها تريد أن تسمع ما يؤكد أهميتها في حياة الرجل، ولهذا أكثر ما يؤذي المرأة خيانة الرجل لها، لأن الخيانة تضرب أهمية وجودها في حياته، وأكثر ما يشعرها بأهميتها إخلاصه لها، وهناك أمثلة صغيرة تشعرها بأنها مهمة، مثل أن يذهب معها إلى السوق أو يحمل أكياسها عندما تشتري حاجاتها، أو يستشيرها بأموره الخاصة، أو يفاجئها بكلمة “أحبك” بين فترة وأخرى، أو يمسك يدها فجأة ويهمس بأذنها بكلمة لطيفة، وأن يمدح عملها وشكلها وكلامها وحسن تصرفها.

أعرف رجلا يأمر زوجته أن تحلق له شعره وتقلم أظافره وتضع الحنة في لحيته، وهي سعيدة بذلك لأنها تشعر بأهميتها في حياته.

رابعا- يدعم اهتماماتها: فالمرأة بعد أن ترزق بالأبناء يكون اهتمامها مركزا على أبنائها، فإذا دعم زوجها اهتمامها بالثقافة وأشركها بالدورات، وساعدها في تربية أبنائها فإنها تسعد بذلك، ولو كان عندها اهتمام تعليمي، وهيأ لها المناخ المناسب للنجاح فإنها ستكون سعيدة، ولو كان لديها اهتمام بتأسيس مشروع خاص خيري أو تجاري، فإنه يقف معها ويساعدها في مشاكلها، ففي مثل هذه المواقف سيمتلك قلبها ويزداد حبها له، لأنها لا تشعر بالوحدة في أعمالها، وإنما يقف هو بقربها ويساعدها ويدعمها.

خامسا- أن يكون مستشارها النفسي: المرأة تحب أن تفضفض ما في نفسها، وأن تأخذ رأي الآخرين في حياتها، حتى ولو كانت مقتنعة برأيها، وتعلم أنه صواب، ومع ذلك تحب أن تتأكد بأن القرار الذي اتخذته صحيح، فإذا لعب الرجل مع زوجته دور المستشار النفسي فاستمع لما تقول، وتفاعل مع مشاكلها وقدم لها بعض الاقتراحات، فإنها ستشعر بالأمان حتى ولو لم تأخذ برأيه ولم تعمل به، بل أحيانا المرأة تتصل بالرجل ليس من أجل موضوع معين، ولكن فقط لأنها تريد أن تسمع صوته، لأن صوته يشعرها براحة قد لا يفهمها الرجل ويتهمها بإضاعة الوقت.

سادسا- يشعرها بالأمان: الشعور بالأمان قضية المرأة الأولى، سواء كانت في بيت والدها أو في بيت زوجها، والأمن النفسي مقدم على الأمن الجسدي، وإن كان كلاهما مهما لها، فإذا عاشت المرأة بأمن وأمان عند رجل فإنها تضحي بكل ما تملك من أجله، وإذا فقدت الأمان السكني أو الجسدي أو النفسي أو المالي فإنها تكون قلقة ومتوترة، وغير راضية عن حياتها، وتبحث عن بديل طلبا للأمن والأمان، وهناك مواقف صغيرة تشعرها بالأمان مثل إصلاح سيارتها أو التلفزيون، أو الغيرة عليها والدفاع عنها عند أهله أو أهلها، فإن هذا كله يشعرها بالأمان.

فهذه ست أفكار ذكية، لو عمل بها الرجل تجاه المرأة فإن العلاقة بينهما ستكون إيجابية، وخاصة من المرأة تجاه الرجل، لأن المرأة تحتاج إلى هذه المعاني الستة، وفي الغالب لا تعبر عن احتياجها هذا، وإهمال الرجل لهذه المعاني في علاقته بزوجته بحجة كثرة انشغاله، أو أنه لا يرى لهذه المعاني أهمية سيؤثر في حياته الزوجية بعد طول عمر، وقد مرت علي حالات كثيرة انتهت لتوتر في العلاقة أو طلاق بسبب إهمال هذه المعاني، فالحياة شراكة وتعاون، وكما أن لديه هو ستة معانٍ يريدها، ولو عملتها الزوجة لامتلكت قلبه، فكذلك هي لها متطلباتها، فهي إنسان تحب من يحبها ويحترمها ويراعي مشاعرها واحتياجاتها، ولهذا فالأصل في المرأة أنها تنعم بالحب والحنان، وإذا فقدته أو انكسرت فإنها تتحول إلى شخص عنيف متهور!

Exit mobile version