العريفي: وصلتني هذه القصة الجميلة..ياليتني كنت سودانيا

على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، نشر العالم الجليل دكتور محمد العريفي ما يلي ، وقد حقق المنشور تفاعلاً وضجة على صفحات التواصل الإجتماعي ومن أبرز التعليقات
منصور محمود
(تصور كيف يكون الحال لو ما كنت سوداني وأهل الحارة ما اهلي . الحمدلله على نعمة أني سوداني بعد الإسلام ).

المنشور على صفحة العريفي
(وصلتني هذه القصة الجميلة :

ياليتني كُنتُ سودانياً !!

،كنت وأسرتي مسافرين فبنشر كفر السيارة فوقفت بجانب الخط السريع لتغييره ، ولكن للأسف وجدت أن الكفر الإسبير فارغاً من الهواء

فاسقط في يدي و كان الجو حاراً جداً وأنا اقف خارج السيارة والعرق يتصبب مني وكنت أؤشر للسيارات لتقف لي لكنها كانت تتعداني مسرعة دون توقف،واستمر الوضع على هذا الحال لمدة 3 ساعات تقريباً، و سخنت السيارة لتشغيل المكيف وهي واقفة لفترة طويلة،

فأضطررت أن أوقفها وعانت أسرتي من الحر الشديد حيث كانت درجة الحرارة قد تعدت 50 درجة وبدأ اﻷطفال الصراخ مما جعلني أشعر بالخنق والغضب من الذين يعبروننا دون توقف!

وفجأة رأيت أحدهم يلوح ويصيح لي من الجانب الآخر المعاكس من الخط فقطعت الطريق رغم خطورته وذهبت إليه وقابلته عند السياج الفاصل بين المسارين ووجدته أحد الإخوة السودانيين

فاعتذر لي لأنه لايستطيع الوصول إلينا نظراً لأن السياج يمنعه،وبعد أن أخبرته بوضعي وأن الناس لا يقفون لي ، خلع عمامته من رأسه وقال لي إخلع عقالك هذا ولف هذه العمامة على رأسك بطريقة السودانيين، وسيقف لك أي سوداني يمر بالطريق
وظل يعلمني كيف ألبسها،

ولكني لم أقتنع بالفكرة فأخذت عمامته وألقيتها على ظهر سيارتي وواصلت الوقوف والتلويح للسيارات لساعتين أخريين دون فائدة فلا أحد يكترث لي ومن يأسي قلت لنفسي:

لماذا لا أجرب نصيحة السوداني رغماً عن عدم اقتناعي بها ؟؟ فلففت العمامة في رأسي كما علمني وبدأت في التلويح للسيارات، وما هي إﻻ دقائق معدودة،

حتى توقف بجانبي أحد السائقين السودانيين ثم آخر وآخر حتى وصلوا إلى خمسة !! وبعضهم ترافقهم أسرهم وكان كل منهم يحضر إسبيره ويطابقه مع سيارتي فلا يتطابق !!

ورغما عن عدم توافقه يظل واقفاً و لا يذهب !! وأثناء الإنتظار تبادلوا العصائر والمياه الباردة مع أولادي ومع بعضهم البعض، كأنهم يتعارفون منذ سنوات

وحتي زوجتي و أوﻻدي أخذتهم واحدة من السودانيات إلى سيارتهم المكيفة ﻷنهم كادوا يهلكون من شدة الحر. وعندما وصلت السيارة السادسة تطابق الكفر مع سيارتي وبعدها رافقتني كل السيارات لأكثر من خمسين كيلومتر حتي وجدنا أحد البناشر فأصلحنا الكفرات وبعدها ودعوا بعضهم البعض وتبادلوا أرقام الجواﻻت وذهب كل في سبيله بطريقه لوجهته

يومها تمنيت لو كنت سودانيا.

تحية وتقدير لإخواننا السودانيين.)

الخرطوم/معتصم السر/النيلين

Exit mobile version