الفاضل سليمان: في السعودية..جلست علي الطاولة والعبرة تخنقني بين الفرح بإني سوداني وبين الأسف اني لم اتعرف على المكنيكي

في إحدي سفرياتي إلي مدينة جدة .. وأنا قادم من الشرقية .. ودائما افضل السفر بالسيارة .. عند الساعة العاشرة مساء توقفت عند الخاصرة .. مدينة صغيرة علي الطريق .. قلت أشوف لي مطعم سوداني أضرب الفول ..لمحت سوداني يلبس أبرول وراكب عجلة .. قلت أكيد بكون بعرف مكان مطعم سوداني .. وقفت العربية قريب منو….

وقلت ليه : السلام عليكم .. نزل من العجلة وجاء ماشي علي .. إستحيت ونزلت من العربية أسلم عليهو .. سلم علي وكأنو بعرفني من زمن ..

قلت ليهو : لو سمحت كايس لي مطعم سوداني مشتهي أتعشا فول

قال لي : الفول تاكلو عندنا في البيت .. تمشي تتعشا معاي

قلت ليهو : كتر خيرك كتير والله لكن مستعجل ولازم أواصل السفر لي جدة

المهم بعد جهد جهيد أقنعت السوداني دة بإنو يوصف لي مطعم سوداني

قال لي وهو غير مقتنع : خلاص أمشي وراي

ركب عجلتو ومشي قدامي وأنا ماشي وراهو بالعربية حبه حبه .. بعد كم شارع وقفني قدام مطعم سوداني إسمو الخرطوم .. حاولت أشوف لي موقف للعربية .. بعد مسافة لقيت مكان وقفت العربية ونزلت جيت المطعم لكن ما شفت السوداني .. قلت خلاص الراجل كتر خيرو وراني المطعم ومشي لحالو

دخلت المطعم ومشيت للكاشير أطلب الفول والدنيا شتاء وكنت جيعان ..

الكاشير قال لي وهو يشير لطاولة قريبة : طلباتك هناك في الطاولة …
إلتفت علي الطاولة لقيت فول وسمك وطعمية ..
إستغربت قلت ليهو : أنا لسه ما طلبت ..
قال لي قريبك المكنيكي طلب ليك ودفع الحساب ..
قلت ليهو وينو ؟؟ قال لي طلع فات
طلعت من المطعم جريت الشارع اليمين ورجعت جريت علي الشارع الشمال وجميع الإتجاهات … إختفي السوداني المكنيكي ..للاسف بدون أعرف إسمو .. تأسفت لأني ما مشيت معاهو البيت عشان أعرفو أكتر ..
جلست علي الطاولة والعبرة تخنقني بين الفرح بإني سوداني وبين الأسف من إني ما عرفت هذا المكنيكي السوداني النبيل .. وما زلت كلما أسافر أمر بالخاصرة علي أمل ألمح هذا الشخص راكبا عجلته لكني للاسف لم إلتقيه مرة أخري … ديل نحنا .. وديل أحبابي السودانيين المافي متلهم أبدا.
لن أمل من ترديد هذه القصة التي حصلت معي شخصيا.

بقلم: الفاضل سليمان (المخرج التلفزيوني)

Exit mobile version