كُراع حارة .. في جو حار

– صيف ساخن .. مواصلات مأزومة.. صفوف لصرف الجاز .. الرغيف مشكلة .. الموية قاطعة .. الكهرباء غير مستقرة تقطع وتجي كأنها بتهظر معانا .. المدارس فتحت في الوقت المفروض تقفل فيهو .. صاحب كل أولئك حكومة جديدة ـ هذه رسالة إن الحكم والاستيزار ليسا نزهة ولا تشريف .. إنها تحديات وراء تحديات كل وزير تواجهه لافتة كبيرة .. أها وإيه ناوي تعمل؟.. ـ الحس الشعبي الظريف يقول إنها كراعاً حارة .. ـ والمراقب الحصيف يقول إنها إشارة بالملفات المنتظرة ـ وما يدل على تشابك الطرق إنه حتى في التلفزيون بدأ النقد العنيف للحكومة وتشكيلها ففي قناة الشروق تحدث بروف الساعوري والزميل عبد المنعم أبو إدريس عن المفارقات في إيكال الأعباء إلى أصحاب خبرات محدودة في مجالات جديدة عليهم وزير الدفاع إلى الولاية وزير الزراعة إلى مركز حزبي متقدم .. أيضاً في برنامج عندما تكتمل الصورة الذي اكتسب جرأة بعد برنامج الشروق ووجد إشارة خضراء فاجترأ واستضاف في غير أمور الفكر الطيب زين العابدين ويوسف عبد المنان وياسر يوسف وقالوا نفس الكلام .. ووجهوا نفس النقد .. وغايتو ـ وسط هذه الأجواء كنت في قلب سوق بحري .. وكل من عرفني أخذ يستفسرني أو يحرضني أو يستفزني أحدهم قال لي: كهرباء مافي .. وموية مافي .. وجاز مافي عاجبك كده يا أستاذ .. بعض المواطنين يعتقدون أن الصحافي يعرف كل شيء وله حلول لكل القضايا ويعرف عن الحكومة أكثر من الحكومة .. في موضوع والي الخرطوم صاحب الذهنية العسكرية وأن الولاية تريد سياسياً وجدت تكأة للدفاع عن الموضوع فقلت بالعكس تحتاج الولاية إلى ذهنية عسكرية وضبط وربط كبيرين .. فالغلاء المتفلت يريد ضبطاً وربطاً.. وأزمة المواصلات المفتعلة تريد ضبطاً وربطاً .. إذن فالاختيار من هذه الوجهة حالفه التوفيق .. البعض شكك في تقديراتي لكنني حسمته بعبارة كدي خلينا النشوف آخرتا.. ـ هروباً من الأسئلة والتجريم ركبت بص الوالي .. الوالي القديم .. وعندما وجدت أن الأسئلة والحصار قد أوشك أن يحيط بي بادرت أنا السؤال : أها ياخوانا الحل شنو مع الأزمات دي .. المفاجأة أن بدأت المقارنة بين الآن وزمان والبعض ذهب إلى التراجع في كل شيء .. شاب ظريف كان يعقد المقارنات على النحو التالي .. ياخوانا من سنة سبعة وخمسين لغاية سبعين السودان كان بيبيع القطن بي عايد يساوي ميزانية لبنان .. لماذا لبنان لا أدري؟ ثم أردف ذلك بأنه كان لدينا أسطول بتاع طايرات وأسطول بتاع بواخر والسكة حديد كانت من أحسن سكك حديد العالم .. تدخل رجل مسن نوعاً وتحدث عن النسيج وازدهاره لم أعرف سر المقارنات لكن يبدو أن الخواجة لما يفلس بشوف دفاترو القديمة.. ـ نخرج من الموضوع كلو بإفادة .. إن الحكومة الجديدة مواجهة بمشاكل وأزمات كثيرة .. وعليها ابتكار الحلول لكل هذه المشكلات العويصة.. ـ حين قالوا الحكومة ضعيفة قال وزير الدولة للإعلام حكومة قوية وضعيفة أصلها دايرة تلعب مصارعة .. والحقيقة فعلاً دايره مصارعة .. مصارعة شديدة كمان .. لو كنت وزيراً مختاراً لكان أول قراراتي تقديم استقالتي .. أعتقد أننا مع هذا الوضع نحتاج لوزارات جديدة مثل وزارة إنعاش الأمل .. وزارة انسياب الأحلام .. وزارة للأماني العراض .. أعتقد أن بروفيسور غندور نيتو بيضاء لأن وزارة الخارجية هي الوحيدة التي تشهد حراكاً نحو الأحسن.. ـ أحمدك يا رب الماعملتني وزير في الحكومة الجديدة.

Exit mobile version