الصبر في “صبّارة” أيلا.. ليس بالحضور وحده تتحقق الأحلام + صورة

جلباب الحلم يتمدد باتساع الولاية التي تحتل من الوطن قلبه، الجزيرة بدت وكأنها تخضرّ هذه المرة بوصول واليها الجديد. المدينة الثانية في السودان تبتسم وتضبط (كيفها) على القادم من الشرق، محمد طاهر أيلا، تنتظره أن يمسح بحضوره شيئا من إخفاقات الماضي حاملا إليها قارورة عطر مختلفة قد تملأ الأرض بالطيب، ولا شيء أطيب هناك من رائحة البذور في خروجها الأول من بطن الأرض.

في الأسافير يصمم البعض صوراً لمدن في قمة تخطيطها، ولعمارات تلامس السماء، يكتبون تحتها (الحصاحيصا بعد أيلا)، (رفاعة بعد حضور محمد طاهر)، يتبادلها البعض مثل أحلامهم قبل أن يتم بالأمس تداول رسالة مفادها أن الوالي زار مستشفى مدينة ود مدني متنكراً وعقب خروجه من هناك أصدر عدداً من القرارات.

لكن بقية القصة يرسمها صغير في قلب الموقف وأمام حافلة المواصلات يضع (صبارته) بلونها البرتقالي، ودون أن يخلع عنه رداء المدرسة يضبط مايكرفونه ليخرج منه الصوت: (يا ناس يا عسل أيلا وصل)، وكأن الصغير يرى في الوصول نفسه علامة فارقة بين عهدين ومدخلا للتطور والتقدم، لكن صورته وهو يصطلي بالشمس في قلب الموقف تضعك أمام مشهد عمالة الأطفال وعجز الكبار عن تحصيل أموال توفر التعليم والصحة لهم في وجود ظروف تمنعهم حتى من الاستمتاع بطفولتهم.

هي صورة تقول إن الجديد قد يظل القديم ذاته وإن تغير الشخوص، ما لم تتغير السياسات، وإن مليون عمارة تستطيل لن تعيد الجزيرة لوصفها القديم (مفرودة الجبين بالإنتاج)، وإن تفتح لوزة قطن واحدة من شأنه أن يعيد كل الأمور لنصابها، فإن نجح الرجل في ذلك فهو المنتظر.

صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version