“عثمان حسين”.. إبداع في صنع الألحان قبل اختيار الكلمات

تمر علينا هذه الأيام ذكرى رحيل الفنان القامة “عثمان حسين”، الذي ولد بقرية مقاشي مركز مروي بالولاية الشمالية في 1 يناير1927، ووالدته هي السيدة “فاطمة الحسن النور كرار”.. انتقل إلى الخرطوم في الخامسة من عمره قبل إكمال دراسته بخلوة “الشيخ محمد أحمد ود الفقير” في عام 1932 وأكملها عند مجيئه الخرطوم بخلوة “الشيخ محمد أحمد في” ديم التعايشة بالقرب من الحي الذي تقيم فيه الأسرة، ثم درس بـ”مدرسة الديم شرق الأولية”، لكنه لم يوفق في الدخول إلى المدرسة الوسطى، فاتجه إلى الحياكة، وعمل (ترزياً) دون أن يدري أن الأيام ستلعب دوراً في تغيير مهنته.. كان يعشق الموسيقى إلى حد بعيد، حيث كان يذهب في أوقات فراغه إلى مقهى (العيلفون) ليستمع إلى أغاني كبار المغنين السودانيين التي تبثها الإذاعة السودانية من أم درمان أمثال “عبد الكريم كرومة”، و”محمد أحمد سرور”، و”خليل فرح” وأحمد المصطفى” و”إبراهيم الكاشف” و”عائشة الفلاتية”. تأثر بفن الحقيبة وكانت لديه قدرة فائقة على العزف على عدد من الآلات الموسيقية منها (العود، الأكورديون، الإيقاع والمزمار).
وحينما بدأ مسيرته الفنية كان عازفاً على آلة العود في فرقة الفنان “عبد الحميد يوسف”، الذي كان يعدّه أستاذه الأول في حي السجانة بالخرطوم. وفي عام 1947م انضم إلى مطربي الإذاعة السودانية في أم درمان.
“عثمان حسين” من أكثر الفنانين الذين سلكوا درب التجديد في الأغنية السودانية، ولعب دوراً كبيراً في تغيير وتيرة الميلودي والمقامات، كما برع في صنع المقدمة الموسيقية الطويلة.

تعامل مع كوكبة من عمالقة الشعر الغنائي أبرزهم “حسين بازرعة” الذي شكل معه ثنائية إبداعية مدهشة، وقدما معاً (شجن، القبلة السكرى، المصير، الوكر المهجور، غرد الفجر، لا وحبك وأنا والنجم والمسا).. وقدم مع الجنرال “عوض أحمد خليفة” (عشرة الأيام) و(خاطرك الغالي).. ومع البروف “السر دوليب” (مسامحك يا حبيبي، حبيب الروح وقلبي فاكرك).. وقدم للشاعر “قرشي محمد الحسن” (اللقاء الأول) و(خمرة العشاق) وللشاعر المخضرم “التجاني يوسف بشير” (في محراب الحب )، والشاعر القدير “إسماعيل حسن” (عارفنه حبيبي).. وقدم للشاعر “محمد يوسف موسى” (الدرب الأخضر).. ومن أعماله الشهيرة أيضاً (الفراش الحائر، كيف لا أعشق جمالك، ريبع الدنيا، داوم علي حبي، أرويني، بعد الصبر، طيبة الأخلاق، من أجل حبي، ذكرتني، أنا مالي والهوى، ظلموني الأحبة، ريدتنا ومحبتنا، وناداني غرامك)

تزوج عثمان حسين بالسيدة “فردوس أحمد المصطفى”، وله من الأولاد أربعة “صلاح، حسن، وداد وسهام”.. توفي في 7 يونيو 2008.. وبرحيله ترك فراغاً كبيراً في الساحة الفنية.

المجهر السياسي

Exit mobile version