الصحافة الأميركية تنتقد جنوب أفريقيا لعدم تسليم البشير

تناولت الصحف الأميركية قاطبة موضوع الرئيس السوداني عمر البشير وزيارته لجنوب أفريقيا للمشاركة في القمة الأفريقية، الأمر الذي أدى إلى طلب المحكمة الجنائية الدولية تسليمه بناءً على مذكرة توقيف سابقة صدرت بحقه لاتهامه بجرائم حرب مزعومة في دارفور.

وانتقدت صحيفة نيويورك تايمز مواقف المحكمة وقالت إنها لا تنفذ القانون إلا على الدول الضعيفة، وإن كان الجاني من أصحاب النفوذ أو يتمتع بدعمهم فإنها تلتفت عنه وتدعه يفلت بفعلته.

وبينما دعا المقال الذي كتبه سوميني سينغوبتا إلى تنفيذ أمر المحكمة وإلقاء القبض على البشير، ألقى الضوء على المصاعب التي تواجه المحكمة في تنفيذ قراراتها، فبالإضافة إلى مشكلة عدم التحاق دول عظمى بها مثل الصين والولايات المتحدة، هي تفتقر إلى آلية فعالة لتنفيذ قراراتها.

ومع أن سلطة المحكمة تمتد إلى توجيه اتهامات لرؤساء دول وهم على رأس السلطة، فإنها لا تستطيع إجبارهم على المثول أمامها مثلما حدث مع البشير، لأنها تعتمد على رؤساء الدول والحكومات الأعضاء فيها لتنفيذ قراراتها، وبالتالي يبدون وكأنهم قوة شرطة تابعة لها.

البشير تفادى لست سنين تنفيذ طلب المحكمة الجنائية الدولية (الجزيرة)

ونقلت الصحيفة عن المدعي السابق في المحكمة وأستاذ القانون بجامعة هارفارد الأميركية تعليقه على رفض جنوب أفريقيا تسليم البشير، بالقول “إنه تذكير بالمهمة الصعبة للمحكمة لدحض الانطباع العام عنها بأنها تستهدف الأفارقة حصرا”.

أما افتتاحية الصحيفة فقد جاءت بالعنوان التالي “مساعدة جنوب أفريقيا المخزية لرئيس السودان البشير”.

وقالت الصحيفة إن البشير تمكن من تفادي القبض عليه بموجب مذكرة إلقاء القبض الصادرة بحقه، وإن ذلك لم يكن ليحدث لولا تواطؤ حكومة جنوب أفريقيا التي سمحت له بالمغادرة رغم قرار المحكمة العليا في البلاد عدم السماح له بالمغادرة.

ودعت إلى إدانة دولية لموقف حكومة جنوب أفريقيا، ورأت أن الخاسر الأكبر من إفلات البشير هم ذوو الضحايا الذين فقدوا أحباءهم على يد نظامه في دارفور، بحسب قول الصحيفة.

من جهتها، استخدمت صحيفة واشنطن بوست كلمة “هروب” لوصف مغادرة البشير لجنوب أفريقيا على متن طائرة خاصة مستأجرة، واصفة تفاديه لإلقاء القبض عليه هناك بأنه تحد لأمر المحكمة الجنائية الدولية.

يذكر أن أمر إلقاء القبض على البشير صدر منذ ست سنوات، ولم تنجح المحكمة في جلبه رغم أنه غادر السودان مرات عديدة، فجميع الدول التي زارها إما رفضت تسليمه أو أنها ليست من الموقعين على ميثاق المحكمة كالصين.

وفي وول ستريت جورنال، وصف مقال حول الحدث خروج البشير من جنوب أفريقيا بأنه تحد للمنظمات الحقوقية والمدنية.

وذهبت الصحيفة إلى القول إن حكومة جنوب أفريقيا خذلت قضاءها عندما تحدته وتجاهلت أمر المحكمة العليا في البلاد بعدم السماح للبشير بالمغادرة على خلفية اتهامه بجرائم حرب في دارفور.

الجزيرة نت

Exit mobile version