منى ابو العزائم : «كديس» مابنسلموا

غبت عن كتابة مقالي الايام الفائتة للمشغوليات الكثيرة التي دائما ما تقود الى العصف الذهني وهو أقسى انواع الاجهاد والاجهاز على الصحة وان لم نغب عن الاخبار ولم تغب عنا وشغلتنا احداث جنوب افريقيا والمحكمة الجنائية كثيرا.
والحدث رغم ان له دلالاته السياسية ورغم علمنا وعلم كل الشعب السوداني الذي ظل يتابع في قلق بالغ اخر اخبار (فاتو بنسودا) رئيسة المحكمة الجنائية في المطالبة بمنع الرئيس البشير مغادرة جنوب افريقيا وتسليمه للمحكمة الجنائية رغم علمنا بالضمانات على سلامة الرئيس البشير من قبل دولة جنوب افريقيا للاتحاد الافريقي الا ان الصلف الغربي غاظ الجميع ومحاولته اهانة عزتنا الوطنية بل عزة شعوب العالم الثالث وهو امر يدعو للحنق والغضب ولكن بالتأكيد جنوب افريقيا تمثل للافارقة وشعوب العالم والمناضلين من اجل التحرر.. فجنوب افريقيا هي نيلسون مانديلا الذي رسا بامته ووطنه الى بر الامان مستصحبا معه قيم الحق والخير والمصالحة والمعافاة من اجل السلام.
* مؤامرة نسوان
(فاتو بنسودا) المدعية العامة للمحكمة الجنائية ظلت على اتصال مع سلطات جنوب افريقيا بشأن تسليم الرئيس البشير وهددت بان لم يتم القبض عليه فسيتم ابلاغ المحكمة ومجلس الامن الدولي وواضح ان هناك تنسيقا وتحركا مرتبا كبيرا بين بنسودا ومنظمة هيومن رايتس وممثلتها (ايليز كبلير) التي ظلت تحث جنوب افريقيا على التعاون معها وكذلك هناك تنسيق مع محاميي مركز التقاضي في جنوب افريقيا ايضا كانوا قد هددوا باعتقال البشير في حال دخوله البلاد
وايضا تحركت منظمة (امنيستي) واضح تحرك واسع وتنسيق كبير وراءه بالتاكيد ايادي غير خافية واندهشت من تلك المنظمات التي ظلت تسعي الى فرض قانون يدعو لزواج المثليين وسط ضيق ورفض كثير من دول القارة السمراء في فعاليات افريقية كبيرة.. واضح ان القضية كانت خاسرة رغم تهليل البعض من الخاسرين.
افريقيا السمراء
موسيفني الرئيس اليوغندي في الجلسة المغلقة للاتحاد الافريقي شن هجوما عنيفا على الجنائية الدولية والمنظمات ووسائل الاعلام التي تعمل لصالحها ويقول هل سمعتم بالهراء الذي تبثه القنوات عن ان قرارات الجنائية سيتم تطبيقها في جنوب افريقيا رغم ان الاتحاد الافريقي والقادة الافارقة المجتمعين فيه.
واستمر في قزله: نحن الان نناقش قضايا الفقر والتنمية والصحة والسلام في جلسات متواصلة ونريد ان نتوصل الى حلول والى وضع افضل لشعوبنا ولكن يجب ان ننتبه الى هذه الضجة التي تحدث في الخارج ويجب ان نضع لها حدا ونخصص لها نقاشا جادا غدا.
ونتخذ ازاء الجنائية موقفا حاسما ونهائيا.
المهم هي ازمة واظنها لن تنتهي ولكن بالنسبة لنا قد انتهت, وحصل الرئيس البشير على دعم والتفاف من الشعب السوداني وكانت(أزمة) قادت للخير.
اذن مطلوب من السيد الرئيس البشير ان يكافئ شعبه على هذا الحب بان يكون قريبا منه دون وسيط وهو امر قد يكون صعبا ولكن تتمثل امامي واقعة مشهودة للرئيس جعفر نميري طيب الله ثراه فقد كان له برنامج مع المواطنين بالتلفزيون القومي عندما لم يكن الشعب يعرف قناة غير قناة السودان. ويمكن ان نبحث معا عن طريقة مثلي ليكون الرئيس مع شعبه متواصلا دون سماسرة وتجار سياسة فلنبحث جميعا عن وسيلة يعبر بها البشير عن حبه لشعبه ويعود الشعب بهذه الصلة واثقا بقائده..
واحزنني جدا صمت المعارضة السودانية ما عدا حزب البعث جناح محمد ضياء الدين، كما ان رد فعل الحزب الحاكم المؤتمر الوطني كان باهتا لايرقي لمستوي الحدث بينما كان الشعب صامدا ثائرا عملاقا عزيزا وهذا هو المفروض كما يقول زميلنا العزيز محجوب فضل بدري.
وصدقوني لو ارادت الجنائية القبض على اركوي او جبريل او عبد الواحد فلن يقبل الشعب السوداني ان يسلم للمجتمع الدولي ولو (كديس)..!
اعظم مافي هذه الازمة الشعب السوداني العزيز

Exit mobile version