أزمة رجولة.. وتقوى

كنت منذ مدة قد تناولت عبر اندياحي هذا وجهة نظر تخصني حول تراجع معنى الرجولة عما كان عليه كتعبير عن المروءة و(حرارة القلب) والصدق والشجاعة والكرم.. واستشهدت بعدة نقاط كنماذج لما أرمي إليه عما كان عليه حالنا وما آل اليه بحسب وجهة نظر تخصني على اعتبار أن (اندياح) بالأخير عمود رأي..

وذكرت فى مطلع المقال أن هناك فرقا كبيرا بين الرجولة والفحولة التي لم أعنها في كلامي رغم أنها باتت أيضاً تعاني من ترد واضح ودونكم الصور التى يخرج بها علينا (الواتس آب) كل صباح!

المهم.. تداول الناس المقال عبر مواقع التواصل.. وقتلوه بحثاً وجدالاً ما بين مؤيد ومعارض عبر نقاشات موضوعية قيمة شاركت بدوري فيها.

غير أن البعض كان متطرفاً في حكمه وأسلوبه وخاض فى الأمر دون موضوعية وصب جام غضبه وصفاقته عليّ بصورة شخصية.. وكنت أتمنى لو كان بإمكانى إيراد المقال وما ترتب عليه من تعليقات قبل أن أبدأ فى سرد هذه الحكاية المؤسفة.. لهذا أرجو أن تجتهدوا في الاطلاع على ما ورد في (أزمة رجولة) وما ورد على لسان المدعو (عبد الشكور حسن أحمد) تحديداً.

وما كنت سأكترث للأمر كثيراً لولا أنه كتب أمام اسمه صفة (عقيد).. وإمعاناً في حسن الظن والترفع عن الصغائر أعترف أنني ظننتها مجرد فبركة إلكترونية مثل كل ما اعتدنا عليه طوال مسيرتنا الكتابية من انتقادات مؤلمة وجارحة.. بيد أننى علمت يقيناً أنه عقيد شرطة حقيقي و(حقوقي) يتبع لشرطة محلية القضارف!!

وكان (سيادته) _المعني بحفظ أمننا وأعراضنا _ قد خاض في المقال بأسلوب لا يمت لعمله ولا للموضوعية بصلة.. فلم يكن ما كتبه رداً أو تعقيباً أو رأياً أو تفنيداً.. بل كان إساءات شخصية واضحة طالت حتى أهل بيتي!!

فهل تعلم يا سيادة العقيد أننى ابنة وأخت وزوجة وأم قبل أن أكون كاتبة؟!.

وهل تذكر أن والدك الشيخ الجليل البروفيسور العلامة (حسن أحمد حامد) إمام مسجد النيلين السابق ورئيس مجلس الإفتاء وعميد كلية الشريعة والقانون بجامعة القرآن الكريم عليه الرحمة، كان يدعو الناس لتقوى الله؟!. أم أن النار تلد الرماد؟!

ماذا تعرف عني لتصفني بكل ما ورد على لسانك من انتقادات جارحة طالت عموم جنس النساء البشري؟. أو ليست أمك أنثى؟ وأختك.. وزوجتك.. وابنتك.. ومعلمتك.. وزميلتك في العمل؟!.. ومن أين لك أن تعلم بهجري للمصحف الشريف وإبطالي لوضوء الغير وجهلي ومفاهيمي السطحية وغيرها من اتهامات لا تغتفر…

هل أنت رقيب أم عتيد يا سيادة العقيد؟!

ومن خول لك الحديث عن ركاكة أسلوبي وجهلي بقواعد اللغة وأبجديات النحو والصرف وأسلوب المكاتبات وضعف مقالي وهشاشته؟.. هل ترى نفسك مؤهلاً لذلك بعد كل ما يحويه مقالك من مزالق ستوردك بإذن الله في المهالك؟!

علماً بأن تأكيدك على تقدمي فى العمر حسب عبارتك (داليا الياس التي بلغت ين اليأس) لهو مؤشر على نضوج تجربتى وعلو كعب خبرتي ومعرفتي بالقواعد وإن لنا يا هذا قراءً منحونا مباركتهم وأمنوا على نجاحنا الكتابي وسمحوا لنا بدخول بيوتهم بعد أن أدركوا أهليتنا لذلك.. فكيف بربك التحقت بركب الشرطة التى نكن لها كل الولاء ونستميت في تقديرها وتقديسها فيمعن أمثالك في فجيعتنا فيها؟!

لقد أثبت لي بما لايدع مجالاً للشك أنني كنت على حق.. وبما أنك لم تتق الله فيّ وفي كل النساء اللائي سخرت منهن وتطاولت عليهن في تعليقك.!

عليه.. هناك حقاً أزمة رجوله وتقوى:

1ـ طالما أصبح رجال الشرطة يتركون عملهم الأساسي ليخوضوا في أعراض المحصنات الغافلات.

2ـ وطالما يتذرعون عبر المكالمات الهاتفية بالفهم الخاطئ وسوء التعبير وينكرون بدءاً ثم يعترفون أخيراً بعد محاصرتهم وإبطال حججهم الواهية مثلما حدث خلال اتصالك الهاتفى بي والذي أحتفظ بتسجيل كامل له ولا أعتقد أنك ستنكر علاقتك بما كتب يا جنابو.

3ـ وطالما يخشون على مناصبهم فيعمدون لعقد صفقات رخيصة عبر الأجاويد ويتعهدون بكتابة اعتذار ركيك وهزيل خشية أن يتفاقم الأمر ويصل حد الشكوى شريطة أن نتغاضى عما حدث! (عندك عين تتشرط كمان؟)

4ـ طالما كانوا يدرسون القانون ثم يتعمدون ظلم الناس ولا يعلمون أن هناك ما يعرف بقانون المعلوماتية يعنى بالإساءة الإلكترونية.

5ـ طالما يتساءلون عبر كتاباتهم قبل أن يستوثقوا كرجال شرطة من أشياء إن تبد لهم تسؤهم وللعلم فإن لي زوجاً (رجل) بأخلاقه ومكانته واحترامه وهذا رداً على سؤالك: (إن كان لي رجل) وأعدك بأنك ستلتقيه قريباً.

6ـ أخيراً.. هناك فعلاً أزمة رجولة إن كنت تظن أن (ولياني) سيغضون الطرف عنك.. أو أنني سأتغاضى عما بدر منك، فللعلم أحسبني بـ(عشرة رجال) لأن الرجولة في معناها الذي قصدته خلال مقالي لا تقاس بالبنطال ولا الشارب ولا حتى (الدبابير)… الرجولة أدب ومواقف وشجاعة وثقة واحترام وأسلوب وحكمة.. وإنني والله لها وسترى .

تلويح:

لعناية السيدين وزير الداخلية ومدير عام قوات الشرطة.. هذا نموذج من رجالكم.. يغتالنا معنوياً ويعمد لإساءتنا.. فماهو قولكم؟.. ننتظر الإجراء.. ولنا عودة.

Exit mobile version